عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل تماما ،حركة السير في الشارع شبه مشلولة إلا من بعض السيارات التي كانت تعبره بسرعة فائقة مستغلة مساحاته الفارغة ،كان يعبر الشارع بنظراته جيئة وذهابا من خلال شرفة الشقة المطلة على الشارع ثم يلقي نظرة على الساعة المعلقة على جدران الغرفة ،حاول الاتصال بالهاتف ،لكن الجواب كان يأتيه من العلبة الصوتية ..اتصل بمقر عملها فأكدوا له مغادرتها للعمل في الوقت المحدد ...حرقة الانتظار والترقب جعلت فكره يسبح في بحر هائج من التوقعات السيئة ،فهي لم تتأخر يوما في العودة الى المنزل إلى مثل هذا الوقت ،وكان من عادتها إخباره عبر الهاتف كلما أرغمتها ظروف العمل على التأخر أو اعترضت طريقها إلى البيت أزمة مواصلات ...
وهو يتأهب للخروج إلى الشارع للبدء في إجراءات البحث رن الهاتف ...
-ألو سعيد...
رد بصوت مبحوح وبكلمات متقطعة
-ألو ...أينك يا مريم ...ماهذا ...هل أنت بخير...؟
كان يسمع ضجيجا ...وقهقهات ...وكانت تتحدث معه ونبرات صوتها تعبر عن الارتياح والسعادة ...
-أينك الآن ...؟
ضحكت وهي تقول :
-انا عند صديقتي ...نحتفل بعيد ميلادها ...اسمح لي نسيت إخبارك ...وتأخرت في مهاتفتك ...سأبيت عند صديقتي ...
كان يستمع الى كلماتها مشدوها ومستغربا ...ودون أن يجيب أغلق الهاتف ...كانت الساعة تشير الى الثالثة صباحا ...
استلقى فوق سريره مطمئنا على سلامتها لكن تساؤلات حارقة حالت بينه وبين النوم ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.