lundi 21 février 2022

خريف بعثرت أوراقه // لطيفة الأعكَل // المغرب


الليلُ سكونْ ..
و أنا الساهمة المُتدثّرة بردائهْ ..!
أثار انتباهي ذاك المقعد القابعُ
في ركن الحديقة ،
المُستظلّ بشجرة الزّيتونْ
عليه غبارٌ ، وورقٌ أصفرَ
متناثرٌ هنا .. وهناكْ
يُذكّرني بالخريفْ
يُغريني بغفوة هادئة
على صدر ذاكرة النّسيانْ ..
قالت الشجرة :
أريدُ أن أستريح
لكنّ الرّيح تأبى أنْ تستكينْ !
………
الليلُ سكونْ..
كمْ أطلتُ الوقوف على شُرفة الليلْ
وكم سافرت عنّي كأوراق الشجر ْ
غير أنّيْ كنتُ أعود لأُسندَ دمعي الهتونْ
كقنديل خافتٍ ، يتحسس الطريقْ
ضبابُ الفَقدِ همسُ غوايةٍ ،
بعيدةِ المنالْ ..
الليلُ ونيسٌ يُعاقرُ الرّوح كُؤوس التّمني ،
والسهرُ يُحملقُ بين العيونْ
و غيمٌ يبسطُ أجنحته كلّ حينْ
لكنَّ عاصفة الشوق لا تستكينْ ..
فأذكرُ أيّامَ كنّا .. وكنّا…..
والّليلُ من حولنا سُكونْ ..
………
الليلُ سكونْ ..
و كنتُ حين أَتوسّد العشب
تحت ظلال الشجرْ
أكاد ألمسُ الشِّعر بيدي لمساْ
لكنّهم كانوا يقولون ..
الحبّ هو المنافسُ الوحيدُ للشِّعر
غير أنّ الأفكار ضاقتْ بأفيائهاْ
شجرٌ تأكله الحشراتْ
تُرى هلْ ضاقَ الشاعر المجنون بقصائده ،
وبالرّمل المذْرور في أعينِ الحكاياْ ؟
تُرى هلْ ضاقَ البئرُ ،
وضاقَ الدّلوُ ،
وضاقتِ العيونُ المُسبلةُ نحو التيهْ
وهذا العمرُ يتساقطُ خريفاْ
قطعةً قطعة مع أوراق الشجرْ
الحلمُ ممتلئ بالثقوب ، بالألمْ
غابةٌ ازدحمتْ .. بالدُّروبْ
لا صَوتَ يُسمعْ
فهلْ تنفعُ في مثل مدينتي الأشعار ْ !؟






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.