كشظايا زجاج منتشرة
صِرتَ يا شيخ ، ترمى في حاوية
بعد سنين العمر ، مضت فيها الأماني دانية
كنت بالأمس كأس المنى بنظرة مشتعلة
و اليوم ، ها قد صرت تواريخ منتهية
تقول لي : صداقة هذي الأزمان ، نزوة عابرة
كلما هبت ريح البعاد ، تركتها لحظة غابرة
فأضحت سرابا في منتدى حاضرة
أقول : شتات العمر كله رجفة خادعة
و غدا يا خل ، سنلتقي مثل لمح عين حانية
كل بما كسبت يده في الأيام الخالية
فإما نعيم ميمنة ، أو سعير مشأمة
هي الأعمار تمضي ،
فيسر أو مخمصة
لكن في القلب خلود لعابره
فإما ومض تخلده
أو سهو خل تذكره
أو وشم عار ، حتما ، تنكره
هي الأيام يا صاحبي تعدو
فلا دوام بها و لا خلود
و ليست لذي شأن تقام
و لكن عبرة بها تعلو
أو سقطة بها صدود
فلا تكن فيها مثل قارون
فغدا لكل جهد مقام
عذرا ، إن لم أكن في حياتي
ذا شأن ، يحتشد الناس فيه لمماتي
أنا عابر ، أرى آلامي في حر الفلاة
تشعلني حزنا ، كلما هبت في ذاتي
و حظي تذروه الريح مثل شتاتي
و لكني ، بصفو السريرة أمضي لحالي
لا حقد و لا غل ، لأني لحظة سأمضي
عذرا ، يا صاحب الرفعة و الشأن العظيم
هل يسبح الطير تحت مقامك الرفيع
أم هل ستشرق شمس يومي الآتي
بسحر عصاك غربا ، لتمضي للشروق ؟؟
هل ستنجيني عباراتي في نفاق
إن أنا ألقيتها أمام الجمع الغفير ؟؟
و في قلبي اتجاهك حقد دفين ؟؟
و إن صرت يوما نحو الغياب البعيد
عذرا ، نحن العابرون على عجل
نترك الآفاق كما ألفينها بلا صخب
و نحمل ثقل الآلاء و النعم
و لا ننسى في العالمين ، ذكر الأثر
نحن الألى صمدوا مهب الريح و الضجر
كتبوا لغز الأيام على سفر من جلد ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.