mardi 28 septembre 2021

حذاء // عبد اللطيف ديدوش // المغرب


حذائي حظي من متاع إلى حين ميسرة
توأم خجول يرابط في الوصيد كخردة مهملة
كغمد أعزل
كحامل آلام جوال
يتثاءب فوق صقيع الزليج
يحن إلى أخماص مثقلة بكائن من مجاز
يسخر من رأس يدور في حانة الأرض
ينتظر التيه في أمعاء المدينة
صوب مآرب بطن
أوصهيل عانة
يتعثر بين الحفر
يتخطى بعض الأبواب
يمتعض من بنايات مهيبة
يتحاشى بعض الأحذية
ينتشي بحشو فراغه بفراغي المعبإ بذرات مجهرية
يدمن إيقاع الخبط و التسكع في خم مسيج
حذائي ربما كان جلد عنزة السيد ( سوغان )
أو جلد ماموت طاعن في الأزل
يزحف على بطنه كالفقمة
دونما غاية أو بوصلة
يقتفي أثر لذات مفخخة
في محمية تفضي إلى زمرة ضوار
حذائي ليس حذاء ( حنين )
ليس حذاء ( خروتشوف )
ليس ( الحذاء الناسف )
ليس حذاء ( منتظر الزايدي )
ليس حذاء جندي مجهول
حذائي مهترئ يتودد إلى مسامر إسكافي أخير في حارة البقاء على قيد الحياة
يعبد المسالك إلى أحياز موحشة
يحملني وأحمله في غربة الرحلة
لا يشكو من التيه
لا يتذمر من وحشة العبور
يسابق الوقت إلى مشاوير صغيرة
ينجدني من أوحال كل ورطة
وحين يتعب يقف على فردة واحدة بجوار أحذية الصعاليك
بينما تتكئ الفردة الثانية على حائط المسلى
أو يستريح على عتبة مهملة
يحصي خطواته العشوائية
يلوم نفسه على سحق نمل مثابر
يندم على دعس قبور من عهد ( إيغود )
حذائي مدمن المنعرجات
زاهد في التلميع
يخجل من عيون ماسح الأحذية
ومن جزمة المؤنث السالم
لا يريد أن يتلاشى
لا يريد أن تخضبه رطوبة الشتاء
أو يطمر في المهملات
حذائي يحلم أن يصير منسجا لعنكبوت
أو عشا لبيوض يراقة
أو أصيصا لزهرة قراص...
أو حذاء فزاعة في حقل ( فان غوخ )
أو ركلة في مؤخرة الحضارة
حذائي متلازمتي
قوقعتي المضواعة بعرق المسافة
لجوئي الاضطراري
جوربي في الحل والترحال
نعل هواجسي
عندما كنت أمشي على رأسي
نعل أفلاطونيتي
عندما كنت أمشي على قلبي
قبل أن يقلبني جدل أحمر...
حين اكتشفت ذات سقطة مدوية
أن أقدامي كانت حافية ...!!!



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.