vendredi 3 septembre 2021

صدفة // محمد بوعمران // المغرب


كانت الساعة تشير بالضبط إلى الثامنة صباحا و عشرين دقيقة حين صعدنا إلى الحافلة ،كانت تداعيات الوباء تخيم على أجواء السفر، الكمامات موضوعة على الوجوه بطريقة أوبأخرى،
كانت المقاعد المخصصة لجلوس المسافرين متباعدة عن بعضها لتفرق بين أفراد الأسرة الواحدة ،عدد الركاب والمقاعد الشاغرة قلص من حجم التواصل فكان الصمت هو السائد ،صعد السائق ،مر بين صفي الكراسي وهو يحصي عدد المسافرين ،عاد ثم جلس أمام المقود، شغل المحرك ومكيف الهواء ثم هبط خارج الحافلة ليرتب أموره قبل الانطلاق .
كنت جالسا في المقاعد الأمامية المجانبة لباب الحافلة القريب من السائق ،شيئان كنت أفكر فيهما : انتشار هذا الوباء اللعين الذي حصد أرواحا كثيرة ومشكلتنا مع الجارة الشرقية الجزائر، أتنقل بأفكاري من موضوع إلى آخر دون تركيز ...
كان السائق في حديث مع زميل له في العمل أمام مدخل الحافلة ،قاطعهما وصول زوجين مرفوقين بطفل يقل سنه عن ثلاث سنوات ،تقدمت الزوجة وكانت سيدة شقراء بلباس أنيق وشعر مطلوق على الكتفين وسألت السائق عن وجود مقاعد شاغرة لها ولأسرتها ،لهجة السيدة أثارت فضول السائق ليسألها :
-هل أنتم جزائريون ...؟
ابتسمت وأجابت :
- نعم من الجزائر ...هل من مشكل ...؟
رد السائق بابتسامة عريضة
-لا ...أهلا بكم ...
وواصل متسائلا :
- من أي مدينة في الجزائر؟...
أجابت السيدة وقد فترت ابتسامتها
- من وهران ...لماذا تسألني كل هذه الأسئلة...؟
حك السائق رأسه قليلا ثم قال :
-لأني أنا جزائري من وهران وحدد الحي ...
ثم أخرج بطاقة تعريفه الجزائرية ليقدمها لزوجها ...
توقفت لغة الكلام بين السائق والزوجين الجزائرين ، وتركا الموقف يعبر عن نفسه ...
كنت أتابع المشهد وفي فكري تتضارب التحاليل ، وتتشعب الأفكار حول سلوك النظام في الجزائر اتجاه المغرب ....





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.