جلست أرتشف كأس شاي بهضبة على مشارف الوادي كالمعتاد ، في موعد يا حسرتي مع الغياب ! بلا نكهة تستطاب ، ولا طعم للمزاج جذاب ، والكائنات من حولي تمضي كل إلى غايته وفق برمجة سطرت في كيان بإتقان ، وبعضها يدبر شؤونه وهو بحالي غير مبال ، والليل يحط رحاله من حولي وأنا غريب ، يا وحشتي في عقر داري ! صمتت لغة الكلام إلا جحافل تتهادى حولي بين ذكريات وأطياف ، حولت أنسي إلى هواجس وحديث النفس يتمطى في جيئة وذهاب ، أسترسل تارة وكأني مشدودا بحبل إلى دولاب ، وأخرى أتعثر خائبا و كل أحلامي راحت في انقلاب ، فأغفو مذعورا لا أرى غير عتمة كهذه الظلماء ، لا تباشير تصد طفيلية السهاد بسراء ، ولا أمل يلوح في أفق ولا طالع سعد وضاء . كم تمدد بي المقام بين يأس ورجاء ، بئيس بين أهلي وحيد بين جموع بلهاء ، إكراهاتي تخصني ، وليتك تواضعت لتجلس مكاني ، وليت الذي بيني وبينك مدرك ، وليت علانيتك تدرك أسراري ، وليت الآذان صاغية تدرك مكنون قراري ، فالسريرة مهما تخفت تفصح عن كنهها فتميط اللثام عن وجه صبوح يشع بأنوار ، والنوايا إن تقنعت فقناعها ستفضحه الأيام والليالي ، والزمان ذاك الفيصل ، سرعان ما يجلو الحقيقة وكفيل بخسف لسان البهتان بالبيان . وإن حاقت بك صروف الدهر قاسية فليس لك معين في عراكها غير سيف بتار ، يرد هجمات المريب بحزم وتفان ، والنصر حليفك إن
أحسنت الظن وفي النفس براءة والعزيمة وثابة وفراستك وقادة لا وصب ولا توان .
أحسنت الظن وفي النفس براءة والعزيمة وثابة وفراستك وقادة لا وصب ولا توان .
*****
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.