mardi 11 décembre 2018

غارقة في حضن النووور ..// هادي عاشور البصري // العراق


غارقةٌ في حضن النّور
يتضوّعُ بي الفضاءُ
أموجُ بالأنسِ والشّذى
ضوعٌ بلا عود
يُؤخذُ بملمسِ
ملفوفةٍ بشعاعِ
هبطتْ عليك مبزغاً
من تلك المبازغ
التي يستنيرُ بها الوجود
عمقّ حفرَ الشّوقَ في قلبك
والأحاسيسَ المتزاحمةَ في روحك
وأنتَ تقفُ حائراً على المفارق
في حينٍ من الدّهر
مغموراً بالعيّ والتّنكّر
تلوحُ لك أيدي الدروبِ المعوّجة
ويستدرجُك فيضُ رغبتِك الخرقاء
إلى وعيٍ بذاكرةِ الوأدِ
ذاتُك أنا الوقدُ
والحتميةُ المتمّمة لوجودك
كالخيطِ 
انا وأنت في النّسيج
كالسّيف
يتجمّعُ من ثقلِ قبضتِه وثقلِ شفرتِه
كالنّغمِ
لايتولّدُ إلّا من خشبِ القيثارة
وحبلِ الوتر
أنا وأنت 
الوحدةٌ في ثنائيّة الوجود
انفلقنا من خليّة واحدة
إلى شطريْن
لكلّ منّا قيمةُ التّكميل
يجمعنا الحنينُ إلى وحدتِنا
في سيْرٍ منجذبٍٍ
إلى تكميلِ ناموس الحياة
انا وانت كشعاعيّ الزاوية
كأضلاعِ المستطيل
لا مفاضلةَ بيننا
إذْ من الطّوليْن
يخرجُ الإطارُ الواحدُ
مثلُكَ انا في الحقيقة والذّات
لستُ ممرّا للإنجاب
ولا حقلاً لبذورِك
مهما توهمتَ طغيانَ أنوثتي
فهي مقتضى خلقي الجسدي والرّوحي
الذي جعلني صالحةً للأمومة
...التي لايقوى عليها رجل
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.