كتمثال عاجز يقف على حواف قلبها، لا يجرؤ على ملامسته، فقط يقاسمها صباحاتها بمزاجية مبهمة، يتسلل خلسة مع أنفاس الفجر الأولى، يعانق أشرعة سنينها المهترئة، وحين تستسلم لوشوشات حروفه يستدير بخفة ريشة ليختفي في مدائن الحلم، تستفيض صرخة من كلماتها، تلعنه ، تركله بكل ما أوتيت من شوق ومن بين الشفة والشفة تتمتم، كم أكرهك، امرأة الانبعاث هي، لا تعرف الاستسلام ، ولا تؤمن بالموت الأبدي، تسد ثقوب قلبها بالتمائم، لتعزفه لحناً أخرس، يتردد صداه ما بين أضلعها، تطعم شغفها للعصافير، تستنهض بكبرياء كاذب كل أشلائها المبللة بمطرٍ مشبع بألف خيبة، تجفف ذاتها على أوراق الشجر، تنفض عن أكتاف صباحها شَعرها وشِعْرها لتتخلص من خشخشة بقايا أحاسيس مبعثرة، وبكل أنفة تمضي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.