vendredi 18 septembre 2020

غبش // نور الدين برحمة // المغرب

 


غبش...
رائحة التراب والمطر
ايييييه....
لو كنت من هنا
اييييييه ....
أنا ابن هناك ...واللحظة انزلاق إلى هنا ...أتذكر وأنا على كرسي في مقهى وفنجاني يداعب يدي ...كم كنت مغرما بالسيدة ...يصلني الان صوتها مع رائحة انكسار المعنى ...
يا سيدة ...هي الأطلال ...
هل كان الاختيار في غير محله ...أرى الان ذلك الذي كنا معا يركب سيارته الفخمة ويشير الي من بعيد ...وعينه على الطريق ...هو الان من علية القوم ...يوم كان الحلم كنا نجلس هنا ...نتحدث عن السماء ...عن الأرض ...عن كائنات سالفادور الجميلة ...كنا نفتش بين طيات الجرائد عن وجه حنظلة ...يوم اغتيل ناجي العلي كنا هناك أو هنا لم نبرر الموت ...لكن غضبنا معا ...
في المقهى رأيت رفيق الأمس يكتب بلغة اليوم ...كم كانت خيبتي فيما كتب كبيرة ...رأيته يركب بساط النفعية ويتحدث عن الغنيمة ...ويبرر الهزيمة ...من وراء زجاج النافذة رأيته ...بربطة عنق وبدلة أنيقة ...ليتني رأيتك كما كنت بالامس ...معطف متهالك وسيجارة بخسة ...لكن بهامة ممدودة ...
في المقهى كنا ...ولحن السيدة يغازل الصمت فينا ...كنا نكتب على صفحات الجرائد عن الغد الذي بشر به الفلاسفة ...لكني أراك نسيت كل الفلاسفة وعلى رأسهم غرامشي وتبنيت كل مواقف ماكيفلي ...يا لغرابة الفكر حين ينحاز لمنطقة الضباب ...يخلط الحقائق لكي يبرر الانسحاب من الفعل ...ويغني مع الركب ...ويكتب بأجر ...ويتحول الى تاجر يبيع ...ويبيع باسم الاختلاف وحرية الفكر ...
في المقهى ...والسيدة ...قلت سبحان مبدل الأحوال ...زمان كانت السيدة ...واللحن الذي يسري بنا إلى حيث الجمال ...اليوم نفس الأغنية ...لكن اللحن أصبح يذكرني بلحظات الانكسار ...تبا ...تبا للثقافة التي تخلط الأوراق ...ليكون الموقف ضبابا ...ضبابا ...





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.