mercredi 30 septembre 2020

عشق بلا لون // محمد بوعمران // المغرب

لم  يستطع أحد تحديد جنس قمر ،هل هي أنثى ام ذكر، ومما زاد في التباس الأمر هو هذا الاسم الذي اُختير لها "قمر" ، وهناك من العارفين بخبايا الأمور من كان يقول بأن قمر "خنثى

شب الجسد وترعرع في الحي كسائر الأجساد التي جايلته من الذكور والإناث ، وتلاشت الدهشة ، وأصبح تواجد قمر عاديا ، يتواصل مع الذكور والإناث بتلقائية ، يعرف ما يخفيه أقرانه من الجنسين من أسرار ، له مرونة عجيبة في فرض وجوده في العالمين ، فيتحول الأسلوب وتتغير الكلمات والمواضيع حسب جنس محاوريه ومجالسيه ،يظهر قمر بلباس الفتيات أياما وبلباس الفتيان أياما أخرى من دون الشعور بأي نقص،فلا يعطي اهتماما لتعاليق الاخرين ، فكان يرد على مضايقاتهم اللفظية ببرودة دم بل بابتسامة تزيد من حيرتهم في أمره،
تغيرت حال قمر،وأصبح يميل الى الوحدة ،رق الأقران من الأصدقاء والصديقات لحاله فحاولوا معرفة سبب هذا التحول المفاجئ في سلوكه ، كانت سعاد من الفتيات اللواتي يرتاح إليهن قمر ، إلا أنها لم تكن تعرف هويته الجنسية ،ولم تسأله يوما عنها ،وكانت تعامله كإنسان بجسد وروح ومشاعر وكفى،مما جعل قمر يطمئن لها بل يتعلق بها ...
انتبهت سعاد لغياب قمر عن جمع الفتيات ،وشعرت بما تركه من فراغ بينهن ،فقررت زيارته في منزل أسرته،كم كانت فرحة قمر كبيرة حين رأى سعاد.
سألته بنبرة حزينة
-لماذا غبت عنا ياقمر ...؟الفتيات اشتقن لك ...
علت وجه قمر حمرة الخجل، شيء لم تعهده فيه سعاد،أحست أن الأمر جدي ،وأن في صدر قمر شيء يريد الإفصاح عنه ،فقالت له وهي تشجعه على البوح
-قل يا قمر ما الأمر...
نظر قمر إلى سعاد نظرات أحرجتها وقال
-أحبك يا سعاد ...أحبك وأرغب في الارتباط بك ...لكن ....
تمالكت سعاد نفسها وهي تهضم جواب قمر وقالت
-سأنظر في الأمر ...ياقمر ...
ثم غادرت المكان والدمع ينسكب غزيرا من عينيها..





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.