mardi 22 septembre 2020

أيها الراحل عن معبده ..// توفيق ركضان القنيطري // المغرب

 

سالت دموعها دافئة غزيرة
وأحرقتِ الجلنار على خديها
بعدما تركها حبيبها وحيدة
شحبت حبات الكرز التي كانت مزهوة على شفتيها
وهي التي تستمد نضارتها
من قطف ثغر ذاك المتيم الذي رحل بعيدا
ذاك الذي اعتاد أن يمطر دوحتها غزلا رقيقا
وأضافت أنامله لأنوثتها فصلا مثيرا جديدا
ذاك الذي علمها أبجديات الهيام
ومنحها دفء المحبة والسلام
وكان لها عاشقا مجنونا فريدا
ذاك الذي كلما تأملت بريق الحب في عينيه
وهو يربت خصلات شعرها بكفيه
ذابت كقطعة سكر في فنجان هواه رويدا رويدا
ذاك الذي تربع عرش قلبها
وزرع بأيكته بذور العشق
حتى صار متسارع الخفق منتشيا سعيدا
كيف تنساه
كيف تحيا من دونه
وقد ملك حشاشتها
وسكن حبه الوريدا
ذاك الذي شيد لها معبد الحب
في بيداء وحدتها
وحفه بظلال حنانه
ووعدها أن تكون قبلته
وأن يكون لها للأبد راغبا ومريدا
أيها الراحل عن معبده
هذه جدرانه تصدعت
وترانيمه اختنقت
وعنادله ما عادت تحسن التغريدا
أيها الراحل دون وداع
من يحرر روحا معذبة في هواك
من يعيد النور لعيون لا ترى سواك
من غيرك يجعل مصير هذا الحب الخلودا
العمر دونك حبيبي قصير
والدرب من بعدك عسير
فلا تجعل هذا الحب فردوسا مفقودا.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.