samedi 12 janvier 2019

هل الكتابة حرة والنقد مقيد ؟ مقالة لحسين الباز // المغرب

 قبل الإجابة عن هذا السؤال ، هناك أسئلة ينبغي طرحها من قبل : من يسبق من ? الكتابة أم النقد? الكتابة هي من تسبق النقد طبعا، إلا لو كان هذا الأخير يبدع في رصد حالة الكتابة بمنظور عام ، ثم يمهد لها سبلا حداثية كأن يكون سباقا في دراسة آخر موجة أدبية ، فيلجأ الكتاب للاضطلاع على آخر الموجات / آخر ما وصل إليه الأدب عبر النقد شأن العلماء مع العلم.
أما وإن النقد الأدبي لما يزل متأخرا عن التطور الحاصل ، وعجزه دائما في لملمة التحديث ، فهو يعتبر التابع لا المتبوع، والمتأخر لا السباق! وننتقل هنا للسؤال التالي: هل يحق للنقد المتأخر مجاراة الكتابة المتقدمة? وبأي أدوات سيحكمها? بل بأي علم?!
 إذ نقول بأن الحداثة تجاوزت التجنيس ، فلأننا نحتكم لمنطق الواقع لا لمنطق المنهج ، لأن القارئ لم يعد مهتما بالشكل ، ولأنه استأنس التنقل من جنس لآخر في نص واحد ، بعدما انجذب بجمالية اللغة وسلاسة الأسلوب ، وأخذ يفكر مجاراة الكاتب بابتكار أدوات تسعفه على فهم نصوصه وتداركها وبالتالي يصبح حرا مثله ، فلم لا يفكر القارئ الجيد/ الناقد في ذلك? وإلا فالنقد مقيد.
قد يجنس الكاتب عمله خطأ ، فهل يحاسبه النقد على ذلك? أم يجنسه بدوره ? أم يقوم بتعداد الأجناس في نص واحد? أم يحدد جنسا أدبيا جديدا? وهذا هو دوره..!
إذا اعتبرنا الكاتب خياطا ، والأجناس الأدبية أقمشة، فهو حر بأن يخيط ويفصل ويطرز كل قماش لوحده ، أو يتفنن بجمعها ليخرج للزبون/ المتلقي لوحة فنية.
لم النقد العلمي والفني (الموسيقا والسينما و الرسم) تابع / مساير للمبدع الحر بالمقابل يرغب النقد الأدبي جعل المبدع تابعا له مقيدا بقيوده?!
لن يفلح النقد الممنهج في التحكم بالكتابة الحرة إلا بمسايرتها ، وخلق أدوات جديدة كل مرة ، ومع كل نص ، من مبدع لآخر ..!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.