mardi 8 janvier 2019

الحداثة تجاوزت التجنيس الأدبي // مقالة لحسين الباز // المغرب


.. بدءا، ينبغي التساؤل : ما الغرض من التجنيس ومن شكل المنتج مادام هذا الأخير لا يثمن من قبل المتلقي إلا من خلال اللغة المرتبة ترتيبا جماليا مقبولا
والترتيب في الأصل لا يكون إلا وفق معايير مسبقة بترصين اللغة والوقوف عند محسناتها بجميع أشكالها المعروفة دونما أدنى تكلف ، ومن ثم تنقيحها..
إذا حسبنا الأدب قماشا والأديب خياطا ، وأصبحت الكتابة هي الخياطة والأجناس الأدبية هي نوعية اللباس ، فمن البديهي أن نقيس الثوب/ العمل ثم نفصله ثم نخيطه ثم نطرزه ، ولا نقدمه للزبون= المتلقي إلا وهو في أتم الانشراح والقبول..
المقاييس موجودة والمعايير كذلك ، إنما تختلف من مبدع لآخر ومن منتج لآخر ، وقد نأخذ جلبابا من طراز قديم ونحسبه شعرا قديما ثم نعيد تفصيله وتطريزه بشكل جديد يساير العصر ، بالكاد سيعجب وسيرحب به أيما ترحاب ، ولكن يبقى أصل الجلباب هو النسخة الأصلية ، بحيث لا رجاء من جذوع بدون جذور
.. كلما حدد شكل بعينه على مدار سنوات كلما قدم واستهجن في عين وذوق الطبيعة البشرية ، لأن هذه الأخيرة تحب التجديد والتغيير ، وإلا فما يقول الناس في شخص يخرج للشارع بلباس الفراهيدي أو أحمد شوقي أو حتى محمود درويش في القرن الآتي
*******




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.