mardi 1 janvier 2019

مواويل النهر // محمد عبد القادر محجوبي // الجزائر


منذ التلاقي
وأنا على ميثاق الماء العازف لمهجي الصغيرة
اكتشفني ذات فصل سكن قصصي الناعمة وهي تتغزل بورد سكن البرتقال ، تسربل بالشمس ، استبسل في معانقة الهواء الطري وهو محمل النشوات . يتناسل من همهمات ذلك النهر السحري وأنا على ضفافه الفاتنة يظل شجر البرتقال على وهجه المتورد يغني . ويغني سكونه الملائكي في انسياب زمن ناعس المواسم . يمسك بأوتار المساء . فيسقيني ألحان طيور كانت تستقي شعري المخمور على لجج الشوق القزحي ..
حين ينام المزارعون ، يوعز لهم ذلك النهر حلمهم الطفولي فيحتفلون بنوم باذخ بعد أن يكون سمرهم وارفا ، بعد أن تستقر الدواجن في خم الذوبان الدافئ يظل النهر حارسا للنجوم ،يسخر مرايا مائه لعشب خيال يسبح ثم يطير . ثم يعود على دغدغات ماء وعرس برتقال
كنت على مطية أنس مساءات أصطاد حكاياته الخضراء، أحترف أعياده الخالدة
يسارع إلي بنبض هامس. كخلوة قديس يتفسح في جنان الذات المطرزة الحقيقة
كأي شاعر يكبر من عرش الماء....
لم أكن أتصورأن ذلك النهر تفزعه غابة ليل سقطت من إثرها حبات البرتقال الى أغوار غبار يتلف عيون البراعم ، ولم أتصور أن الغابة تطلق عنان القنص لكي تجفل كبد النهرفينهار بدموع ملبدة وهو على قيد الرثاء تاركا لليل خليط المكاء.
****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.