samedi 6 avril 2019

نحن الأبرياء // محمد أوكنا // المغرب


فتحت النافذة كعادتي هذا الصباح،فاسحا المجال لتجديد هواء الغرفة،واقتباس النور الوضاء،المفعم بابتسامة الصباح
أثار انتباهي غصن زيتون يطل من النافذة.توقفت قليلا،ثم شرعت أفرك عيني لأتأكد حقا من الأمر،وكأني به يريد أن ينبس بكلام.شرع يتمتم ويتمتم.اقتربت منه محفزا إياه على التعبير،والإفصاح عما يخالجه.راودتني افكار مثيرة عن إحجامه وعدوله عن الكلام،ذلك أنه كان خائفا بزحفه وتطاوله على نافذة الغرفة من أن تقتنص حباته يد طائش
.وعدته بأني سأجعل منه صديقا لي وسأضاعف له الرعاية والاهتمام
نطق الغصن وقال:سأترك حباتي، تحدثك بكل تواضع عن سبب انحرافي وتهجمي عليك
ها أنذا أصغي، ما قصتكن أيتها الحبات.؟؟
شرعت الحبات في سرد الحكاية بكل ارتياح.لقد ضاق بنا المقام في ظل هذه الشجرة،نحن إخوة تعاهدنا على المحبة والتضامن والتآز.لكن،هيهات ،ثم هيهات.مللنا من حياة مليئة بالأنانية والنفاق.فأنت كما ترى.تنازلنا عن حقوقنا المشروعة ،وفسحنا المجال للحبات الأخريات كي يستفدن قبلنا من مأكل ومشرب، فكنا آخر المستفيدات.لم تكتف الزميلات بهذا الأمر.انتفخت بطونهن،وتخلصن من آفة الجوع التي كادت تعصف بالجميع،وشرعن في الجحودوإنكار الخير.تجردن من قيمهن العريقة، وبدأن في الغيبة والنميمة
أترى الآن يا صديقنا،هذه بداية الأزمة.ولو علمت ما يجول بخاطرنا لقفزت من مكانك.إنهن لوثن الحبل السري الذي يربط بيننا بمثل هذه الممارسات.وقد أوينا إلى شرفة النافذة لنحتمي من نار الحقد التي دأبت تأكل أجسادهن.والأكثر من هذا، اننا نلتمس العفو منك، مخافة أن يصلك الخبر مبكرا فتعجل برحيلنا قبل الأوان.او رحيل أمنا الشجرة على الدوام
يالها من مهزلة.!أمنا واحدة.وطباعنا مختلفة.هل أنتم مثلنا أيها البشر ؟؟؟
.سأترك الإجابة لبني البشر،وأقر ببراءتكن صديقاتي

********

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.