jeudi 11 avril 2019

رحيق الخوابي إكسير أم زعاف ؟ // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق


في سماء اللازوردِ تأتلقُ النجومُ وتتموجُ أضواءُ الكواكبِ ، تتجاذبُ تتقاطعُ تأتلفُ وتختلفُ فترسم لوحةَ الفسيفساء في عيونٍ تترصدُ الجمالَ تتلقفهُ وتلتقطهُ لتصوغَ ترنيمة البهاء ، تندلق في عمق السمع وعمق البصر فيتنهدُ الصمتُ يتدفقُ النبضُ تهمسُ الشفاه تتلو الأَلسن تراتيلَ الطُهر والنقاء تتشابكُ الأَيدي تتعبدُ النفوسُ في محرابِ الودّ تشرئِبُ أرواحٌ لأَخدانها يتدفقُ ينبوعُ المشاعر فتسيل أوديةٌ بقَدَرها أو تنضبُ جداول توقٍ لا تعرف الهيام ويحل الظمأ بقيعان لم يمرّ بها نسيمُ الوَلَهِ ولم يهدهد بساطَ سحابها ربيعُ سنونوات المُقام ونوارس الوداد ، ولكن ليسَ كُلّ الأشعة على حَدٍّ سواء ولا كُلّ مدى ينفذ به شُعاع ولا كُلّ حُبٍّ يخترق الحُجُب ويلج القلبَ ويستحكم في الوَجْدِ ويطبع على صفحةِ الخدّ شُهُباً مُتَجمرات تصبغُ لونَه بالأَحْمرِ القاني ، فمنهُ ما هو ممنوعٌ وهو كالسم الزُعافِ تتداعى وتندحرَ كتائب سطوتهِ أمامَ صمود قلاع الطُهر والنقاء أو يصمد فَيَصل نقيعهُ المعسولُ إلى أَخْبية الرذيلة فيحلّ الموتُ الزؤام ، ومنهُ ما هو مسموحٌ ولا سبيلَ إلاَّ استقبال شعاعهِ والإنتشاء بضيائهِ والإغتراف من لآلئهِ فإنهُ إكسيرُ الحياةِ وبلسمُ الجراح بَلْ هو حياةُ الروح وروحُ الحياة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.