وأنا صغير كنت أتفحص تلك البطاقة التي تتصدرها خارطة الوطن بكل شساعته وحدوده المرسومة في كل الجهات . كل الأوراق القديمة كانت من إرث الهوية والماضي . إلا تلك الورقة بقيت على بياناتها محفورة الذكريات تتوزع في حيز المكان والزمان . ولا مرة تجرأت أن أسأل والدي ووالدتي عن طبيعة تلك البطاقة التي ركبت جبال التاريخ لتقاوم متقلب الرياح في عجيج المراحل وعلى أطوار النشوء . مات والدي وبقيت الورقة نابتة في مفاصل الأرشيف العائلي . ماتت والدتي وبقيت نفس البطاقة تسرح وتمرح في ركام الزمن . تنامت أشواك المقابر في اضطراد القدر . في خيم العزاء . في هزيج الأعراس . أجيال وأجيال تقاذفتها المدارس والمعاهد . والبطاقة تنتخب السؤال تلو السؤال . وفي خاطري يختمر وحش السؤال . لا إجابة عن فحوى بطاقة بقيت فوق الريح تتلاقح من عواصف السياسة . تتجاذبها عيون حمراء .مرة وأنا أقلب مزاجها المتقلب قلت ربما تكون قد سقطت من صدف الإحصاء . أو لربما تكون مختبرا للشك في الليالي الظلماء . ربما هي هي نفسها الورقة تتحسر من شيئ من قبيل الاستجابة والوفاء . يقال أنها تلك البطاقة تغولت بسؤالها فألقت بحيرتها لخبراء الحق والواجب . فتمردت على مفهومي الحق والواجب لتستحيل عفريت سراب . هي كذلك تريد أن تتسلط على هامش شعب في لعبة انتخاب . تريد أن تكون معضلة خارقة بين القبول والإيجاب . ولكنها كانت دوما عصية على لاءات الرفض في متاهاتها نصب واحتيال واعوجاج
في غبار الوغى الضامر في براثين اليأس . لم تحسم الورقة شكل الريح . ولم تستطع أن تأتي بعنق المصير صاغرا لمن هو أجدر بقرار الإنسان . ظلت تلك البطاقة على ضلالها القديم مثل قتام يلطخ صفحات السماء . تارة تخرج من جيوب كهنة المعبد الصلد لتستشري بهم رماد العقود . وتارة تدلس حقيقة العبور . هي على سفورها تشويها لنهار الوطن المحتشم الشمس . هي حاضرة الظن وغائبة اللطم . هي بطاقة تتعفن في آسن الكلام تميعها حشرات البغي . هي عنوان بلا عنوان توطن جبال الشوك لتحجب ركاز القلوب وألماس العقول . سيئة الذكرى بسبق الاصرار والترصد .
بطاقة انتخاب
.لكل من ينتخب العفن ويرهن الأوطان
في غبار الوغى الضامر في براثين اليأس . لم تحسم الورقة شكل الريح . ولم تستطع أن تأتي بعنق المصير صاغرا لمن هو أجدر بقرار الإنسان . ظلت تلك البطاقة على ضلالها القديم مثل قتام يلطخ صفحات السماء . تارة تخرج من جيوب كهنة المعبد الصلد لتستشري بهم رماد العقود . وتارة تدلس حقيقة العبور . هي على سفورها تشويها لنهار الوطن المحتشم الشمس . هي حاضرة الظن وغائبة اللطم . هي بطاقة تتعفن في آسن الكلام تميعها حشرات البغي . هي عنوان بلا عنوان توطن جبال الشوك لتحجب ركاز القلوب وألماس العقول . سيئة الذكرى بسبق الاصرار والترصد .
بطاقة انتخاب
.لكل من ينتخب العفن ويرهن الأوطان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.