dimanche 5 avril 2020

لماذا لا أفرح ..؟ // عبد الرؤوف بوفتح // تونس


.. لماذا لا أفرح
بما تبقّى من نخّالة الايام
في غربال القلب
على الأقل..؟
.. لماذا لا أفرح -
بِمَنْ تبقّى في كنّش ذاكرتي
من الأصدقاء
من اللصوص
من بائعي الفطر المسموم
وبائعات الريح للمراكب
من عاريات الاكتاف
لمناقير النوارس
..من اخر الاشجار التي
لم تعد تصلح للحقل..؟
.. لماذا لا أفرح -
..وأنا أعرف 
ان السلف الصالح
..حدثنا قرونا
..عن ليلة القدر
..ولا فقيرا واحدا
..طيبا صالحا .. صاح فينا
وهو في قاع البئر
!..انها.. مدّت له الحَبلْ
 لماذا لا افرح -
وأنا أعرف أنّ اصابعي مثلا
لم تقصر.. او تصبح أطْول
ولساني ظل على ريقه
يصول ويجول
..وأني
ما زلت أمشي في الاسواق
أضحك للناس ولا أراهم
..وأشتم البعض منهم في غفلة
.من الشيطان
.. أقول -
إلهي : لِمَ خلقت كل هذا ..؟
.. لِمَ .. كل هذه الكثرة -
وقلّة البركة..؟
- لِمَ.. خلقت الحَجَل.. والحمام -
..وطيور الجنة
ثم خلقت الكواسر.. والغربان
.. لِمَ خلقت من كل زوجين كارثتين -
،الماء والنار 
..الوردة.. والصبّار
آهٍ.. كان لا بد ان أفرح من زماان -
..كان لا بدّ
أن أرمي كل ما في عيني
من عَفَن ، وأدْرَان
من أملاح الدمع
وزَبَد الاحزان
أن ْلا اشكو غير بلاهتي
أن لا أتهم سواي
.ان لا اصدق غير محراث ابي
..أغني
للأشجار العارية
للشمس والتراب
..مثل الدرويش..أظلْ
..محتفلا فقط
!...بطوابير النّملْ






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.