dimanche 21 juillet 2019

الاختلاف // مليكة هالي // المغرب

كل المجتمعات مبنية على الإختلاف في جميع الميادين،سواء الثقافية أو العرقية و حتى الجنسية...الخ
عمر و سعاد لا ينفصلان عن المجتمع،عمر لا يقبل تصورات سعاد للحياة بل لا يقبل حتى الحوار معها...
منذ ذلك اليوم الذي التقى خلاله بهامع أخته و صديقتها سناء أعجب بجمالها و طلبها للزواج دون الإهتمام بمادئها في الحياة ،هي الأخرى اكتفت بما حكت لها عنه أخته سناء،لكنه منذ نهاية الشهر الأول بعد زواجهما،تصاعد الخلاف بينهما و بدأ عمر يغار لأتفه الأسباب و يعنفها كلما حاولت إقناعه برأيها في أي موضوع يخصهما،و تحولت حياتهما إلى جحيم...
كي تمشي الحياة بينهما بوئام،يلزمه احترام زوجته التي تربت بطريقة مختلفة عما عاشه منذ الطفولة،هو ينحدر من وسط يحمل ثقافة مطبوعة بقيم تجعل الرجل يتميز بالسيادة و يحتم على المرأة الخضوع له...
عمر هاجر إلى ألمانيا منذ عشر سنين و لم يتأثر بقيم أوربا بل ازداد تحجرا،على خلاف اعتقاد سعاد التي استلهمها وجوده بأوربا التي كانت سببا مباشرا لقبولها الزواج منه،رغم كونها كانت طالبة جامعية و تنتمي إلى أسرة مثقفة و لديها مبادئء تصبو لتحرر المرأة من مجموعة من القيود خاصة سلطة الرجل،فمنذ طفولتها تعلمت احترام جميع الآراء بما فيها رأي الطفل و الشيخ...
ها هي الآن في خضم واقع مر ما بين زوج يكبح طموحها و يخالفها حتى في أبسط الأمور،أحست معه بالغربة و الغياب الوجداني حتى مع نفسها،لا تستطيع أخذ أي قرار يخصها...
الحياة مبنية على مجموعة من التلوينات فالأحمر يعبر عن الحب،و الأخضر يحمل لون الربيع،و الأبيض يرمز للسلام،و كل الألوان إن اجتمعت في يد واحدة تعطي القوة و السكينة الوجدانية...
سعاد أغرتها إقامة عمر بألمانيا، و حين طلبها للزواج لم تحاوره لتعرف مبادئه في الحياة ، قبلت به و لم تدرك الخلاف الحاصل بينهما،هذا ما يحصل داخل مجتمعاتنا العربية؛لا نقبل في الغالب من يختلف عنا،فتندلع الصراعات و تصل إلى مستوى العنف و في النهاية سعاد لم يبق لها للخروج من مأزقها سوى الطلاق منه كي تعيش في سلام....
مليكة هالي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.