mercredi 17 juillet 2019

القراءة الذوقية : مقالة // حسين الباز // المغرب


هل لا يزال موجودا النقد الموضوعي يقيس في الشعر القديم الوزن والقافية، وفي الشعر الحديث التفعيلة واللغة أو في الرواية يقيم المقدمة والعرض والخاتمة؟
وإن وجد (ولا أعتقد ذلك) فهل أصلا لا يزال من يكتب بهذه القيود؟ (ولا أعتقد ذلك أيضا) إنما هي شكليات وجدت متسعا من النفس لانزياح الأكادميين عن خوض مغامرة التحليل الموسع والتنقيب الدقيق قد يفاجئهم بأن لم يعد هناك ما يسمى بهذه المسميات، إن هي إلا أعراف تقام كأعراس، شكل جلابيب الأعياد لا تلبس إلا في المناسبات
أن تحكم على مبدع تركيب شعوره بجدول تقييمي، كأنك ترفع عليه مسدسا وتأمره بالإعتراف طبقا للمحضر
أستطيع في غياب المتابعة النقدية الممنهجة صياغة قصيدة بعرض وعجوز وقافية يظنها السامع تمتثل لعلم العروض، والعروض منها براء، غير أن هذه القصيدة لن تمثلني ولا المجتمع، لو كان فعلا الشاعر ابن بيئته
قد يجوز لمبدع تخطي النظم واللغة سهوا أو عمدا (مادام نصه جميلا) ولا يجوز للغوي تخطي جمالية النص، لأن الأول يمكن تداركه بمساعدة اللغويين تصحيحا و تنقيحا قبل النشر، وأما الثاني فغير ممكن طبعا إعادة نصه من قبل مبدع
وبانعدام الموضوعية والشكل من الكتابة والنقد، أصبح هناك نقد ذوقي يخترق نفسية المبدع لمعرفة ما يود قوله لنا، لا ما نريده نحن منه، أو قتله كما يحلو لمنهج معين
بالقراءة الذوقية يمكن لشاعر متمكن خوض زمام المبادرة بخبرته لاقتحام مكامن النص (ما لم يقله النص) خير من ناقد متمرس لا يجدينا نفعا بمطولاته المتناصة والتي لا تمثل النص بقدرما تمتثل للمناهج المختلفة عن سبق إصرار وترصد لقتل المبدع أو سجنه
لطالما شكل النقاد مضغة واحلة في حلقوم المبدع، وقلما أعانوه بجرعة ماء ليستغيث، لهذا كثر في زمن مضى النقاد وقل المبدعون
وها قد وضع القضاء (النقد الموضوعي الممنهج) مطرقته على جنب، و خرج المتمردون في كل واد يهيمون، (في منهج القرآن) أوليس أصل التمرد من الإبداع؟
ويحق القول في البقية الخاضعة للمناهج (يقولون ما لا يفعلون) لأن المبدع الصادق هو المتمرد الخارج عن المألوف، ولو قال غير ما يشعره فهو كاذب ويقول ما لا يفعل، حتى كذبوا علينا بقولهم :(أحسن الشعر أكذبه) لتزييف الحقائق، وإبعاد المبدع عن النهي و إلهائه بقيود المناهج




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.