vendredi 12 juillet 2019

متحف ..// سعيدة محمد صالح // تونس



غادرت مراكب طيفك بحر شجوني ولبست غمام السّحب ،وتركت بين أحداقي وشوشة فراشات عبرت ترتشف رحيق ذكراك من قلبي الوارف النّبض بك ،كلّ الفراغ بات له عنوان واحد ،سيجارتك ،كتابك ،عطرك ،صوتك ،موسيقاك الصّاخبة حينا والهادئة كمساء الخريف ،أحمل هذه التّفاصيل معك فهي لازالت تعرج بعكّازها على درب شراييني كمسمار حادّ ،لا أحتاج إلى يدك تربت على ضفائري ،ولا لنظراتك المثقلة بإعجاب المجانين ،إحملك منّي ،فأنا مترفة ومتطرّفة الحلم ،أتسّلق الجدران العتيقة كغصن الياسمين ،وأخفي بعطوري وجه الرّطوبة المقرف ،وكلّ شقوق الجدران ،لا أكترث لرماديّة المساءات من دونك ،ولا لقهوة صباح يتيمة الفنجان من يدك ،أتباهى بالصّبحات المنتشرة ،على شرفتنا المعلّقة في حيّنا العتيق ،وانت تعدّل شالي المزركش  بالزّهر على كتف نجمة صبح تبتسم لشمس كانت نحونا قادمة.
لملم كلّ هذا الحنين والعناء بك ،ولا تترك أثرا لقدمك ،لهمسك ، لدندناتك ،على تربة    ليلي البارد جدّا ، والسّاحب لمصباح وجهك من وجهي الذّي طالما أشرق بنورك
وكم كنت محتلاّ لركننا الممتدّ على مقعد الرّخام في حديقتنا ،أراه يغتسل بماء مطر وندى ليستقبلنا عند الظّهيرة ، وأسمعه يردّد صدى ضحكاتنا ،لتدرك إذن ضرورة مغادرتك أسوار الذّاكرة ، لأنّي أصبحت مصّممة ازياء غريبة التقليعات ، وانا افكّر في فستان اكثر غرابة ليلّف جسد الماضي ،ويضعه في واجهة متحف مواعيد بلا تاريخ ولكنّها ستحدث.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.