samedi 20 juillet 2019

باء الانتقائية في ومضة للأديب حسين الباز // ميلو عبيد // سوريا


باء الإنتقائية لغويا/ظاهريا ،ومعنويا/دلاليا في ومضة للشاعر حسين الباز
بداية :الكثير من النحويين بحثوا في حروف الجر واستعمالاتها وقد حدد البعض أكثر من عشرين استعمالا لحرف الباء وقد بحثت في معظمها محاولة تصنيف / باء/ الباز هذه لكني لم أجد أنها أدرجت ضمن أي منها لذلك أعطيتها أو ابتكرت لها تسمية خاصة ( باء انتقائية) ، وذلك تحسبا لإعتراض بعض الأصدقاء من أصحاب الإلتزام (بالتقعيد اللغوي) من قاعدة
:الومضة
(بغبائهم يعتقد الأغبياء بأن وضع الثقة فيهم غباء)
:نقول وكمثال سأعتمده للقياس والتقريب
بجمالهم ...تغنى الشعراء أي ان (جمالهم) محور النظم والشعر
بغبائهم ....يعتقد الأغبياء أي أن (غباءهم) محور الظن والقول والاعتقاد بما معناه أن الباء هنا ( انتقائية)
 (بغبائهم ، الأغبياء ، غباء) من أقسام الكلام هي إسم ، لكن لكل واحدة منها ضمير مختلف حسب سياق الجملة وبالتالي فئة مختلفة تمثلها دلاليا
الأولى : هي صاحبة الصفة المنتقاة ( الجمال ) والتي هي صفة ملازمة أصيلة / فيما لو اتخذنا المثال الأول وبمقارنة ما ورد بالنص تكون الصفة المنتقاة هي الغباء والتي هي صفة ملازمة أصيلة للفئة الاولى
الثانية : هي من قام بفعل الإنتقاء (الشعراء) والتي هي صاحبة الحس والإدراك ( الطبقة المثقفة )وبمقارنة أيضا ما ورد بالنص تكون الفئة المقصودة هي ( الأغبياء) صاحبة الظن والاعتقاد والتفكير المعمول به وقد أراد بها الكاتب الطبقة المثقفة والدليل لذلك كلمة / يعتقد/ فهي كلمة مردها إلى العقل والتفكير وتحديدا ( المراوحة الفكرية ) وهي حال مثقفنا العربي الذي لا يستطيع الجزم إلا في الأمور البسيطة (المربع أربع زوايا ...والاعزب غير متزوج وووو ...إلخ) أما فيما يخص الأمور المصيرية فهو لا يجرؤ على التمرد بإعلان تصريح ما ؟؟؟؟؟
بما معناه هي الفئة الواهمة أنها انتقت
الثالثة : هي المسؤول عن وضع الثقة ذاك الذي اتهم بالغباء من قبل الفئة الثانية (المثقفة) كما أوضحنا أعلاه . وهو الصوت الواثق والمتمكن والأكيد من صوابية ما يفعل ،(استخدامه صيغة النعت) ناعتا الفئتين الأولى المسيرة لشدة تخلفها وجهلها بما يجري وبما يطلب منها ، والثانية المترددة والغير قادرة على اتخاذ أي قرار تمتهن التنظير مراوحة في مكانها . بما معناه انها هي الفئة التي قامت فعلا بالإنتقاء واختيار الفئة المناسبة وتوظيفها للعبث وذلك بتنفيذ كل ما يطلب منها دون سؤال أو أي استفسار أو اعتراض على ما ستؤول إليه الأمور
نخلص إلى المعادلة التالية
:الجهة المهندسة والمسيطرة على الفكر والتي يمكن أن تكون
 على الصعيد المحلي ( حكومات ، مؤسسات ،منظمات ،أحزاب ....إلخ)-
 على الصعيد العالمي ( دول ، أحلاف دولية ...إلخ )-
تقوم بانتقاء أدواتها الفاعلة والتي تخدم مصالحها ( أفراد ، زمر ، ملوك ،رؤساء ،دول ....) ، أدوات مغيبة أمطرت عليها غيمة غباء كفيلة بإبقائها منتشية بجهلها إلى ما تشاء ، تقدمها كأطروحة تتسلى وتلوك بها عقول مثقفنا العربي المراوح في مكانه والواهم الأكبر
:بقي أن نسأل إلى أي فئة ينتمي الصوت السارد ؟ هناك احتمالين
 الأول يفضي إلى أنه من الفئة الثانية ( المثقفة ) لكنه انشق عنها وتجرأ بإعلان حقيقة ما آلت إليه فئته
 والثاني يمكن القول أنه من الفئة الثالثة (المتحكمة ) وأنه ينظر إلى الفئتين كدمى ،(ومع الأخذ بعين الإعتبار أن القائل هو شاعر وكاتب وليسى رئيسا أو زعيما أو قائدا حربيا .....إلخ) يمكن القول أن هذا الإحتمال يصح في حالة واحدة وهي أن يكون هدف هذه الفئة نبيلا يعود بالفائدة لعامة الشعب ،وأنها اعتمدت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة للوصول إلى هدفها وحقيقة لذلك انا لا اميل لهذا الاحتمال فما شهدنا يوما ولا روى لنا التاريخ أن حقوق الشعوب كانت فوق كل اعتبار
تقديري واحترامي


*******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.