lundi 22 juillet 2019

جنون ..// أحمد البحيري // مصر



أحد عشر عاما لم يذق طعم الراحة. ومرتبه لم يحصل عليه كاملا كأترابه. الجزآءت والخصومات دائما ما تزين اسمه في الكشف. وبالرغم من كل ذلك لم يتغير. لسانه يقدح في كل من يستحق القدح. من مدير الهيئة إلي أصغر ساع أو فراش. ومن كثرة تنقله عمل في تلك المدة في كل مكاتب هيئته المتوزعة علي طول البلاد وعرضها. وقد خرج اليوم من بيته مبكرا حتي يصل في العاشرة لمقر عمله الجديد. ركب المترو لأول مرة ونزل دون أن يسأل
وحين خرج لظهر الأرض وجد أنه نزل قبل بلوغ محطته بمحطتين. كان القيظ شديدا. والعرق ينزل علي عينيه فيؤلمها. ولأنه بارع في تعذيب نفسه علي خطئها ،سأل عن الطريق وراح يمشي. لا شيء في كونه يسر. وتعامله مع البشر كاد يصل لطريق مسدود.لقد اختفت حدود الصواب والخطأ
وبعدما انتهي من الكوبري وخرج الي الطريق الرئيسي
مر على السرايا الصفراء. وقف أمام البوابة الكبيرة المفتوحة وعيناه تلاحقان الأعداد الغفيرة. لقد تأخر عن موعده وانتهي الأمر. هذه أول مرة يمر من أمام المستشفي الأكثر شهرة في البلاد. فلطالما رآها في التلفزيون والسينما. دلف من البوابة بعدما رأى مجنونا وسط أهله. أعجبته هيئته وهو يجلس بينهم مثل حكيم يبتسم. هو الوحيد الذي يتكلم وهم يسألون ويسمعون. ترك العنان لخطوه ودخل بين الورود والزهور. ثمة مجنون آخر وآخر وآخر. لقد أراد أن يقترب أكثر لكن الخوف يمنعه. خصوصا كلما لمح واحدا من هؤلاء الممرضين الأشداء. وفجأة اعترضه أحدهم وسأله عن وجهته. قال أتيت لزيارة صديق. سأله عن اسمه ؛فوقف حائرا يفكر حتي ارتاب فيه الممرض. لكن وحدته المطبقة جعلته يسايسه حتي يدخل معه المبني. ثم عاود سؤاله عن إسم المريض فرد برد لا يمكن تصديقه. قال إنه صديقي ولا يعرفني، لم أزره منذ أتى إليكم قبل خمس سنوات. أشار الممرض لزميليه فحملوه حملا للطبيب. جلس أمامه يضحك ويدخن ولا ينطق بكلمة. وبعدما فهم الطبيب حكايته لم يستبقه في المستشفي وإنما أعاده للمجانين في الخارج



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.