mardi 30 juillet 2019

الحداثة تجاوزت التجنيس الأدبي : مقالة // حسين الباز// المغرب

 بدءا، ينبغي التساؤل : ما الغرض من التجنيس ومن شكل المنتج مادام هذا الأخير لا يثمن من قبل المتلقي إلا من خلال اللغة المرتبة ترتيبا جماليا مقبولا ?!
والترتيب في الأصل لا يكون إلا وفق معايير مسبقة بترصين اللغة والوقوف عند محسناتها بجميع أشكالها المعروفة دونما أدنى تكلف ، ومن ثم تنقيحها..
إذا حسبنا الأدب قماشا والأديب خياطا ، وأصبحت الكتابة هي الخياطة والأجناس الأدبية هي نوعية اللباس ، فمن البديهي أن نقيس الثوب/ العمل ثم نفصله ثم نخيطه ثم نطرزه ، ولا نقدمه للزبون= المتلقي إلا وهو في أتم الانشراح والقبول..
المقاييس موجودة والمعايير كذلك ، إنما تختلف من مبدع لآخر ومن منتج لآخر ، وقد نأخذ جلبابا من طراز قديم ونحسبه شعرا قديما ثم نعيد تفصيله وتطريزه بشكل جديد يساير العصر ، بالكاد سيعجب وسيرحب به أيما ترحاب ، ولكن يبقى أصل الجلباب هو النسخة الأصلية ، بحيث لا رجاء من جذوع بدون جذور..!
كلما حدد شكل بعينه على مدار سنوات كلما قدم واستهجن في عين وذوق الطبيعة البشرية ، لأن هذه الأخيرة تحب التجديد والتغيير ، وإلا فما يقول الناس في شخص يخرج للشارع بلباس الفراهيدي أو أحمد شوقي أو حتى محمود درويش في القرن الآتي..!
حسين الباز / المغرب
تعليق الأستاذ باسم عبد الكريم العراقي في مجلة جامعة الأدب العربي والنقد المعاصر:
حتى اليوم لم يعرف المثقف العربي بالمجمل مفهوم الحداثة ولا مساحة اشتغالاتها المعرفية ومنها الادبية واشكالياتها ومنها ( حدود الاجناس الفنية / تهاوي تلك الحدود و تداخل الاجناس ) وهذا يقودنا منطقيا الى انه لم يفهم مابعد الحداثة ، فالسائد في الشارع الادبي وتحت عنوان / الحداثة ، محض نقل ومحاكاة مسطحة لنتاجات ادبية غربية تحمل العنوان المذكور ، وهم بهذا ( لااصوليين ) حافظوا على الاجناس الادبية الموروثة ، ولاحداثويين حقيقيين جاءوا بالتجديد المؤسس على ضرورات فكرية حياتية تمليها حركة التطور العالمية وجدلية التلاقح الثقافي الانساني كأحدى افرازاتها لاسيما بعد ثورة الانترنيت وتداعي الحدود الجيوبولتيكية التي كانت تفصل مابين امم الارض ببرلينية جدرانها ، ثم ان القدسية التي احاطت باللغة العربية بعد قرأنتها ( اعني صلتها بالقرآن وماحولياته الآخروية ) جعل المثقف عاجزا عن التحرر من قفصية قياساتها وضوابطها الدلالية / البلاغية / ومعيارية القوالب السلفية الاعداد كحكم بات في قبول العمل الادبي او رفضه ، ولما كانت اللغة هي مادة التفكير ووسيلة نقل المعلومة من / الى ( اي كونها خطابية القصد ) ، ظل التفكير الابداعي العربي قاصرا عن التماشي مع متطلبات الحركة التجديدية الادبية التي من اولى شروطها تفجير اللغة وكسر جمالياتها وخطابيتها الما قبلية ، اي ان الموضوع ليس (إذا حسبنا الأدب قماشا والأديب خياطا ) لان الادب في وعينا الجمعي هو ( جلد والمجدد سالخ له ) ولابد من رجمه / تحياتي
تعقيبي: أستاذ باسم عبد الكريم العراقي لابد من ملازمة تعليقك بالمقال، اضافتك غنية وان اختلفنا في تحليل الداء الا اننا اتفقنا في تشخيص الدواء : الحداثة بمفهومها الفعلي لا النظري / تقديري


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.