vendredi 12 juillet 2019

لا تلوموا الشعر ..// زيد الطهراوي // الأردن

هل فقد الشعر إرادته ؟ أم تخلى عن صموده و فرادته فأضاع وجهته؟
أي ذهول أصابه و هو الحصان الأصيل؟
حين تصعد الأسئلة الفياضة كالأمواج فإنها تشد الانتباه ، و ترفع راية الهمم خفاقة ، نعم لقد أصاب الشعر صعقة ما أنسته مصبه الذي لا غنى له عنه، فلا تغضب أيها الشعر فربما نجد لك متنفسا ، و لعل الأديب الكبير (إسعاف النشاشيبي) يستطيع أن يعالج أحزانك ، فإذا بنا نلتفت الى سبب المشكلة الحقيقي و نعرض عنك فيكفيك أننا قد أسأنا فهمك
نعم ؛ لقد رأى الأديب( النشاشيبي) انحطاطا في مستوى اللغة العربية عند المتكلمين بها ، و لكنه لم يلم اللغة العربية بل لام تلك الأمة التي رضيت بالضعف و التخلف عن ركب الحضارة
و كانت خطبته الشهيرة المؤثرة( لا تلوموا العربية) خير دواء لنفوس لا ترفض العلاج و إن كان علقما ، و نحن نعرف من هو النشاشيبي إنه الشاب الذي غادر الثروة و الجاه لأنه تعلق باللغة العربية الفصيحة التي دخلت إلى أعماقه فغرست جذورها في هذه الأعماق العاشقة ، عاش وحيدا فريدا لأنه وجد رفيقا مخلصا ، لا يبغضه و لا يمل منه، فثابر و اجتهد و سار على الدرب فوصل، إنه الفصيح الذي لا يشق له غبار ، فعليه أن يكشف اللثام عن جمال اللغة التي أحب ، ليحض الناس على حبها و التعمق في دراستها لتلين لهم فتعطيهم ثمارها الناضجة و أريجها الفواح
و هذا كله ينطبق على الشعر ، فلا بد من نهضة بعد سبات ، تنفض الغبار عن وجه 
قنديل الشعر العربي ليشق طريقه في عالم الجمال و الحضارة و القيم.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.