samedi 7 septembre 2019

كتاب زمن // محمد المحجوبي // الجزائر


وجه أبي كان عميق التقاسيم يتحد مع الفصول في لمعان العرق
كان عفويا يسترسل في هزيج الشموس
وفي كثير من الأحيان كان وجه أبي يمطر أسرار العيش بنوع من التحدي العجيب
بدون مراس عسير
كنت أقرأ على وجهه الخصب حروب العالم وثوراته في تجاعيد أزمات جوع وخوف
فالتقاسيم التي حررها زمن الارتحال
جعلت منه تضاريس متشابكة الأمكنة تدر حليب الوجود
في أحد المرات انجذبت لعينيه تغني أغنية اليتم الفريد وهي تتسع شيئا فشيئا على استدارات حزن يتباطؤ في سكينة الفقد . يتوخى قطرات الحنان من عيون شجرة الزيتون التي قرأت كتابه فانزوت جانب الظل تحرك أغصانها كلما تاه وجع والدي في قنوت الذوبان الدفين
بينما كنت على مقربة من دالية الإخصاب
فكانت تعزف عنبها فائق السكر . يتوهج عشقا من شدة ملامح والدي الذي تعلم منطق النبات
فاعشوشب قلبه . بفعل الصباح الذي وشوش كثيرا في عنفوانه الثوري فركب رأس الريح على عجلة من هيجان عجيب
فقد كان قديس الليالي . على شفاهه أسرار تبتل . وطهارة قصوى . لم يكن لبدنه أو لثيابه شارة حظوة تعفيه مباغتة الأرض
مرة قلت في نفسي
هو ذا والدي ملك الجبال يشغل حيره الغابات حيث ينتشر عرقه بملء مسك الليالي
فكانت أمي تقول وتجزم يمينا أن والدي محظوظ السواعد الصخرية ،يهزم فتور الماء بمجرد شهقة تجيئ الينابيع من بقاعها تنثر على العابرين روايات حلم يبرعم وجه الحياة على محيا طيور وحمام كانت فاتنة الأعياد
بعد والدي . تجدني مجنون كتاب ناصع الصفحات الفردوسية
..بدون تصفح للزمن
أستعيد شريط تراب يهمهم بحنين . فصول لا زالت لحد الشمس تمد عراجين الضياء بقسم الرجال
فقط خيول الثورة التي شربت عرق والدي
بقيت على جفاف أقوام الشتات
وقد جف الضرع
استدرجني عطر والدي لخوالي الديار التي عتقتها عقود نار
في أفق الرثاء
وجدته وطنا
.يتحراني من بين الوجوه باحثا عن أثر الثورة والدواء



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.