jeudi 12 septembre 2019

دراسة تحليلية في ومضة الشاعر اللبناني " صلاح حسينة " // باسم الفضلي العراقي // العراق


{ سيميائية الومضة الديوان } 
 دراسة تحليلية في ومضة الشاعر اللبناني " صلاح حسينة "



:الومضة 

*******
(( أنثري قارورة شهوتي فوق قباب العشق
وعلى أعتاب جسدي الظمآن
.((راقصي عباءة شغفي بذراع سومرية
..............
:تنويه 
*******
الومضة الديوانية ، وصف ابتكرته لهذه الومضة اثناء تحليلي اياها ووجدتها ذات دلالات ومستويات قرائية تعدل ماتشتمل عليه منهما قصائد ديوان شعري كامل
:الدراسة 
*******
العنصر الطاغي في تركيب بنية السياق اللغوي لسطح الومضة واتساقه هو عنصر الاحالة بنوعيها المقامية / خارجية السياق و الداخلية ، حيث يتشكل معناها التحتاني ( وهو المعنى الكلي / النهائي لها ) من مقاربات الدلالات المولَّدة من تعالقهما المعنوي وكما يلي
:ـ الاشارة انثري 
. بنيتها الصرفية : فعل طلب يضمر معنى النداء لفاعلته/ ياء المخاطبة مؤجل الدلالة ( سنتعرفها في سياق الدراسة لاحقاً )
.الدلالية : سياقها اللغوي : نثر : رمى الشيء متفرقاً ، بعثره
المقاربة الدلالية : بذر البذار / فعل غائي واهب الحياة باخصاب / تلقيح الارض بالبذور
(ـ الاشارة قارورة : ذات سياقين لغويين مرجعيين ( ماقبليين 
. معجمياً : وعاء زجاجي رقيق شفاف لحفظ الطيب /العطور وغيره من السوائل
. (بلاغياً : المرأة على سبيل التشبية بسرعة الكسر / ( رفقاً بالقوارير ً
:مقاربة دلالة المنثور من تلك القارورة 
باحالة الاشارة داخلياً على مقاربة دلالةالاشارة ( نثر ): بذر ، جدد الحياة ، ودلالة الاشارة الحسية ( العشق ) الموحية بالنشوة العاطفية
يتأكد معناه ( اي المنثور ) السطحي ، في انه العطر ، فهو يبعث في من يستنشقه ذات الاثر النفسي الانتشائي
وباستبدال الاشارة / قارورة ، بمقاربها الدلالي / عطر
يكون المكافئ الدلالي لظاهر جملة العبارة (انثري قارورة شهوتي ) = انثري عطر شهوتي
:مقاربة المعنى التحتاني لدلالة العبارة المكافئة
الاشارة عطر مخصوصة بالتضايف مع ( شهوتي ) مما يولد لها دلالة محددة
:المعنى كما يأتي
:الاشارة ( شهوة المخصوصة بالتضايف مع / ياء المتكلم ) : لها سياقات مقامية ثلاثة
. سياق معجمي : ميل ورغبة ذاتوية كلما حاول صاحبها إشباعها كبرت وطلبت مَزِيداً
.سياق علمي / بايولوجية : طغت دلالة شهوة جنسية على باقي دلالاتها الحاجاتوية الجسدية
. سياق فلسفي صوفي / الشهوة الروحية: التذاذ روح المتصوف المتسامية بإطالة النظر والتأمل العذري في جمال محبوبةٍ يستحضرها خياله ليسقط عليها حبه للذات الإلهية
باستدعاء دلالة الاشارتين( العشق / العطر ) / النشوة الحسية النفسية
يكون معنى السياق الصوفي هو المتسق مع دلالة العطر
:فتكون مقاربة المتضايفَين ( عطر شهوتي ) الدلالية
،نشوة لذتي الروحية
(ـ الاشارة المركبة من متضايفين ( قباب العشق 
. قباب / م.قبة : دال سياقه معجمي : مدلوله / بناءٌ مستديرٌ مقوَّس
وهو مولِّد لدال ذي سياق ديني مدلوله: من عناصر العمارة الاسلامية
دلالتها الطاغية في هذا السياق : مايبنى منها فوق الاضرحة ،المقامات والمزارات التي تقام فوق قبور من يُتوفى ممن يتصفون بالقدسية ،فتسري عليها هذه الصفة
، ودلالة( قباب ) مخصوصة بالمتضايف / العشق ، بذا يكون العشق مقدساً / روحياً لا جسديا 
.جمعية الاشارة ( قباب ) قصدية لافادة المبالغة بجليل شأنه
:المقاربة التأويلية
ذاك العشق الذي ارتقى بطهارته وعفته الى مصاف المقدس ، قد رحل ( موتاً او غيبةً ، لكنه لما يزل مقيما في وجدان الشاعر وما غير مزاراته من اماكن تليق بأن ينثر فوقها عطر نشوته الروحية ، لتوازي دلالتيهما وتماثل معنيهما
(ـ الاشارة المركبة ( جسدي الظمآن 
البنية النحوية : ( جسدي) مخصوص بالصفة (الظمان)
.الاشارة/ الجسد ، السياق العلمي / الفسلجة : المركب المادي للكيان البشري ، وموضع الشهوات والحاجات البايولوجية المتجددة الشهوة 
: الاشارة/ الظمآن ، السياق المعجمي : دال متعدد المدلولات منها 
صفة مشبهة تدل على الثبوت من ظمئ : عطشان ، و ظمآن إلى لقائك : اشتقت اليك ...الخ / مما يجعل دلالتها مرتبطة بسياقها
:المقاربة الدلالية :
:(بالاحالة على المقاربتين( عطر شهوتي ) و( العشق المقدس 
روح الشاعر المتسامية متحكمه بجسده، قامعة لشهواته ، مما يبقيه دائم التعطش لاشباع حاجاته باستدعاء الاشارة ( على اعتاب ) : المعجمية السياق : عتبة الشئ في أوَّله ، فتكون اعتاب الجسد هي تلك المنطقة السفلى عند القدمين ، وكونها كانت الحيز المكاني للرقص فوضعية الجسد لابد ان تكون الاستلقاء ليتشاكل مع وضعيته عند اصابته بالوهن بسبب الظمأ
حتى المقطع الاخير ، مازالت دلالة صاحبة الياء المخاطبة في / انثري
متكئة على رمزيتها الصوفية السالفة الذكر ،
لكن الاشارة المقامية السياق ( سومرية : سياق ميثولوجي رافديني) الواردة في المقطع الاخير ، يجعلنا نؤجل التسليم بهذه الدلالة ، حتى نتعرف مقاربة معناه التحتاني الذي ستولده اعادة تركيب ماينتجه تشريح اشارات هذا المقطع من دلالات 
:ـ راقصي / الرقص 
: البنية الصرفية 
راقصي ، فعل مشاركة يتوجب وجود فاعلين يتشاركان القيام به
 في السياق اللغوي : اهتزاز وحركة الجسم على ايقاعات نغمية او الغناء، من الفنون الجميلة
بالاحالة على السياق ( الروح ـ ديني ) للمقاربات الدلالية السابقة تكون لها دلالة مقامية السياق
 :الانثروبولجيا / علم الانسان و الميثولوجيا/ علم الاساطير/
من اقدم الطقوس العبادية المقدسة والشعائر الدينية في التاريخ ، يؤدى بقصد التقرب والتواصل الروحى مع الإله
وبذا تكون قصدية اتخاذ الاشارة المكانية المركبة / اعتاب جسدي الظمآن
مسرحاً لهذا الرقص المقدس ، هي تطهير الجسد من رغباته الغرائزية التي عرضته لعقوبة الوهن من قبل قوى غيبية يقوم الرقص التعبدي باستعطافها لرفع عقوبتها عنه
ـ عباءة : معجمية : كِسَاءً، رداء ، يُلبس فَوْقَ الثِّيَابِ ، يستر ماتحته ،يغطيه ويحجبه عن الاخرين 
،بتخصيصها بما تضايف معها / شغفي ، المتضايف بدوره مع / ياءالمتكلم
تكون هذه العباءة رجالية ، دلالتها احالية خارجية السياق / التراث الشعبي : زي له تاريخ قديم في الذاكرة الجمعية لمعظم الشعوب العربية ، متعدد الايحاءات ، اشهرها / الرفعة ،الوقار ، سمو الخلق والاصالة
ـ شغفي / شغف ، معجمية :الرغبة الملحة و العاطفة الجارفة تجاه شخص ما.و( شغَف ) مصدر فعل متعدٍ بحر جر لم يستوف مفعوله / لم يذكر الشاعر
شغفه بمن ؟
:مقاربة ( عباءة شغفي ) دلاليا
وقار وسمو خلق الشاعر ، حملاه على ستر وحجب شدة تعلقه و عميق حبه لتلك المحبوبة ، وهذه مقاربة اولية ، قد تتغير بعد الوقوف على السبب الكامن وراء عدم تحديد ماهية او دلالة الحبيبة ، بعد تشريح اخر اشارتين
:ـ بذراع سومرية
. بذراع : السياق النحوي : الباء الحرف الجار ، دلالته المعنوية هنا هي / حرف استعانة ، اي من تقوم بالرقص ( اشارة مستدعاة مما سبق) تستعين بالذراع في ايداء فعلها
للذراع اكثر من سياق دلالي ، فهي اداة الكشف ، البناء ، العطاء ، ومرادفات هذه المعاني التي يجمعها حقل دلالي واحد عنوانه / اعمار الحياة ، ولها معانٍ مقابلة لما سبق في نفس الوقت
( كل دلالة تسكت عن نقيضها ) لكن تخصيصها بالوصف ( سومرية )رجح دلالاتها الاولى وكما يلي
ـ الاشارة سومرية : احالية مقامية / تاريخ الحضارات : اول واعظم حضارة في التاريخ ، اعلنت ميلاد مركبات بنية الحياة الانسانية ( العقلية + الروحية ، الجمالية )
:تكون مقاربة ( ذراع سومرية ) الدلالية 
خلق معنى الوجود الانساني
بذا تكون الاشارة هذه ( سومرية ) هي بؤرة الومضة الدلالية ،التي تُسيِّق ميثولوجياً ،المعاني والمقاربات التحتانية للاشارات المتمفصلة مع ( الحبيبة ) وكالتالي
ـ الاشارةالمتمفصلة/ انثري ، التمفصل بضمير المخاطبة الياء
.المعنى التحتاني : ابذري
:مقاربته الدلالية : خلق الحياة وفق هذه المعادلة الحياتية
بذرة / حبة لقاح + بذار / تلقيح الارض + تشكّل النبتة في احشاءالارض / تكوّن الجنين في رحم الام + الانبات / الولادة
. التسييق الميثولوجي : من افعال الالهة
ـ الاشارةالمتمفصلة / راقصي ، التمفصل كما في اعلاه
. المعنى التحتاني : تقربي الى الإله بجمال لغة جسدك
, تسييقه : فعل بشري / الهي
ـ لاشارة ذراع سومرية
المعنى التحتاني : خلق معنى الوجود الانساني
. تسييقه : فعل بشري / الهي
:بتكثيف المعاني اعلاه وتجميعها 
اخصاب الحياة + جمال ارض سماوي + خلق الانسان ( الانسان = قيمة وجودية ) يتولد مدلول اسطوري متموضع في الميثولوجيا السومرية، مقاربته الاشاراتية / الدالية : مخلوقة / خالقة ، ميتا ارضية /
( نصف الهة نصف بشرية )، عشتارية الخصب والجمال والحب
لكننا حينما استدعينا الاشارات الطلبية ( انثري ، راقصي ) ،التي تضمر تواصلية المحب خطابياً مع تلك الحبيبة ،و قمنا بتوسعة مجال تشريحنا اياها 
،انثري / اختزال دلالتهاالفاعلية الى ضمير متصل ( الياء ) العائد على مخاطَبَةٍ ما غير محددة الهوية . ساكتاعن التصريح بهويتها
.راقصي / ذات الاختزال السابق، مع لاتشاركيته اياها في ايداء هذا الفعل المتطلب هنا ، نوعاً من التلامس البدني بين الراقصَين بدلالة ( باء الاستعانة الجارة في / بذراع ، السابق تشريحها اعلاه ) ، فأحلّ مكان ما قد يجعله ينفعل منه ( كفَّه مثلاً ) بذاك التلامس ، شيئاً لا ينفعل (عباءة)، ايحاءً منه بروحانية ( شغفه ) بها، وتعاليه فوق مادية حاجاته الجسدية
لم تغرِ سيميائية مقارباتها المعنوية ، بؤرة الومضة ، بشد دلالاتها للدوران في فلك تسييقها كما مر مع اشارات الحبيبة
:المقاربة الدلالية لمعنى الومضة التحتاني
=العشق المقدس 
عاشق / ذات روحانية متسامية + معشوقة / تختزل معنى الوجود



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.