mercredi 18 septembre 2019

حان الرحيل ..// لطيفة الأعكل // المغرب



وقفتُ أَبكي
..على بَقايا الدّيارِ
..مَدينتيِ حَزينةٌ
خَواءٌ.. غُرْبةٌ و اِغْترابٌ
ماعادتِ الأسوارُ عاليةً
ولا عادتِ الجدرانُ راسيةً
حتىّ المبانيُّ العتيقةُ
سَقطتْ وتَهالكَتْ
..رِياحٌ شَرقيةٌ باردةٌ
عَصَفتْ بها الأشواقُ
كَسَتْ بالأبيضِ بتلاتِ الأُقحوانِ
لا إبتسامة لطفلٍ جاءهُ الفرحُ
ولا عبق عطرِ أُنثى يُسكرُ
ولا شهقة جدولٍ عندَ ارتجافِ رعْشةِ الماءِ
مَدينتي أصبحتْ مهجورةً
اِستباحَها الغريبُ
زارها الحزنُ
..أُغْتيلَ حُلمُ القصيدِ 
...............
مَنْ أسْقطَ اللّونَ الأحمر
مِنْ قوسِ قزحٍ
وأباحَ الغِوايةَ
بيْنَ أحضانِ المساءِ
وأجْهضَ الحُلمَ قبلَ الصّباحِ
دُخانٌ رماديُّ اللّونِ
يُغطيّ سَماءَ المدينةِ
شُحٌّ ..لا مطر.. لا مطر
...............
لا تراتيل على الأرضِ
ولا آذان يُرفع في الصوامعِ
لا دقات أجراسِ الكنائسِ
ولا شُموع مشتعلة في المحرابِ
لا عشقَ ..لا ترانيمَ ولا طقوس
..عشتار ُلا ولن تعود 
زُيوس لن تُدَندِنَ شِعرا
ولنْ يعودَ الحَمامُ إلى أعْشاشهِ
..آن الرّحيلُ 
لا دِفْءَ في المَدينةِ 
...............
..عزمتُ الرّحيلَ 
جُرحُ الحنينِ موجعٌ
وخِنجرُ الشّوقِ يقطرُ
رقصنا معاً الفالس الأخيرِ
وشَربنا نخبَ العشاءِ الأخيرِ
..وثملَ الأملُ بعدَ الكأسِ الأخيرِ 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.