jeudi 12 septembre 2019

موناليزا : قصة قصيرة // سعيدة سرسار // المغرب


حين يزداد تعلقنا بالماضي، يأسرنا الحنين ، وتعلقي بهذه المرأة طوقني حتى الاختناق ، حرض سيول الشك و القلق لتجرفني فأبدو عارية إلا من علامات استفهام ظلت عالقة برأسي. عرفتها منذ الطفولة ، حداثة سني آنذاك لم تمنعني أن أراقب غموضها ، أن أتساءل : لماذا هي مختلفة عن الاخريات في حي كانت نساؤه تنشر الأسرار والاهات والأحزان مع الغسيل فوق السطوح ، لماذا لم تفلح ولو واحدة منهن في اكتناه غموضها ؟ لماذا غلقت دونهن أبواب أسرارها وقالت للصمت : هيت لك ؟!
 أتعب الجميع صمت هذه القروية النازحة بطفلها من إحدى ضواحي فاس ، وحدي هدني التعب ، و هيجت نيران حيرتي ما باحت به قريباتها ، أيعقل أن تجف دمعة امرأة رأت رأس زوجها تدحرجه كلاب القرية لمجرد خلاف بسيط حول شبر من أرض مشؤومة ، أيسامح القلب من نكلوا بوتد الخيمة ونبذوها بالعراء ؟ ؟
لا أدري لماذا بعد أن بعد الزمان وبعد المكان ، تنبش الصدفة زوايا ذاكرتي ، فأجدني معها وجها لوجه ، هي كما عهدتها لم تتغير ، نفس الابتسامة المحيرة تعلو ملامحها. تورمت حيرتي أكثر حين علمت أنها فقدت ابنها في حادثة سير. ودون ان تدع لي فرصة للتدقيق من جديد. مدت يدها مودعة :بلغي سلامي الحار لوالدتك.
هكذا جعلتني أخسر كل الجولات التي خضتها مع الوجه العنيد وأعلن انهزامي أمام الابتسامة الخصم، لكم استفزتني تلك الابتسامة ، لكم عذبتني ، أهي ابتسامة الرضا بكل المآسي التي عصفت بها ، أهي استخفاف بقساوة الحياة ، أم بكاء من نوع آخر لم تذرفه العيون ؟
دافنشي استيقظ ، اشرح لي سر الموناليزا ، لن اجبرك على رسم الحاجبين ، لن أطالبك بوضع الرموش ، فقط اصدقني القول :هل حقا كانت تبتسم ؟ ؟ ؟ ؟






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.