mardi 3 septembre 2019

صورة في الذاكرة // محمد بوعمران // المغرب


.التقاها يوم عيد ، فكانت فرحة اللقاء بطعم خاص
لم يكن الامر سهلا بالنسبة لها ان ترافق ذكرا من ابناء جيلها وهي من اسرة محافظة ، وهو كذلك يعلم هذا الامر ويعتبر ان خروجها معه دليل على تعلقها به وثقتها فيه. ورغم ان الحدث مرت عليه عقود من الزمن ، فان تلك اللحظات مازالا يتذكرانها وهما الان تحت سقف بيت الزوجية وقذ صار لهما اولاد وبنات في سنهما لما تزوجا.كلما حل يوم عيد الا وذكرا هذا اللقاء الوحيد في حياتهما قبل الزواج
لم يستطع توالي الايام والاحداث الثي عاشاها بحلوها ومرها وهما يعملان من اجل سعادة اطفالهما ان تزيح هذا الحدث من ذاكرتيهما
يوم جميل ، حددا فيه مكان اللقاء بعيدا عن الحي تفاديا للقيل والقال ، التقيا ، وضعت يدها في يده ثم توجها نحو حديقة عمومية ليتبادلا الحديث وليتامل كل واحد منهما محيا الاخر وهو مطمئن ...جالا في الحديقة واغتنما فرصة مرور مصور لياخذا صورة تؤرخ لهذا اللقاء
في اليوم الموالي اتجه هو نحو دكان المصور ليتسلم الصورة ...صورة لها قيمة كبيرة بالنسبة لهما ...لكنه صدم حين اخبره المصور انه لم يتمكن من اخراجها لسبب يجهله
-قالت له وهما يسترجعان الذكرى "ما احزنني يومها هو ضياع تلك الصورة التي أخذتها وانا بجانبك
رد مبتسما
تلك الصورة احتفظ بها في ذاكرتي حية وليست على الورق ...الان يمكن ان ناخذ صورة بالهاتف
ضحكت وقالت
.صور الهاتف جميلة ...لكن لن تعوض صورة الامس يا عزيزي -



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.