dimanche 15 septembre 2019

ولادة : قصيصة سريالية // حسين الباز // المغرب


..كنت مضغة في بطن أمي ، تعسر المخاض فنمت إلى حين، مرت علي تسعة قرون ولا زلت أنمو،، راقدا بهوادة، سابحا في سماء الخلايا...!
.. متى أولد..؟ أقول كل يوم -
..من ذا الذي يزرع قلبه فوق شجرة؟ لدي قلب فقط، باقي الأعضاء في تكوين،، وأنتظر الولادة
..زحفت بقلبي باحثا عن منفذ للخروج، وصلت لغاية المهبل ، رأيت نورا ساطعا أثخنني ، رجعت مذعورا لمقري ، ظلمات أعيش فيها بداخل بطن أمي، أتنفس، أقتات ، أسمع ، أرى بقلبي هذا، وتعلمت الأبجديات، علمتني الحياة الباطنية ما يخفيه الموج للسفن من عواصف، ما يضمره الإنسان لأخيه، أتقنت فن الحرب وفن القلب ، تخصصت في الألوان ، لكني لا أرسم غير الباطن ، عوالمه ، دواخله ، شعوره الذي ينعتوه باللا...! في عالمهم الخارجي،، أستطيع من هنا بوثقة خرائط امتداد الجسور المتطايرة في السحاب من قارة لقارة ، يتحول قلبي إلى يد يشد الأمعاء المتفرقة ، أحاول جهدي ردع الغازات المسيلة للدموع ، قلب واحد ، فيه يد وعين ، إحساس ورؤى ، ماينقصني غير ولادة أعضائي؟
في مرحلة ما من تاريخي الطويل، عبرجغرافيا بوابة المهبل من خلال الرحم،، كنت فضلت الرقاد ، أعشاش سرمدية ذات أشواك حادة مصوبة إلي، تنزني كلما تحركت ، .التويت ، احتميت ، استنجيت ، ولا صوتي مسموع .. ولا اعترف أصلا بوجودي...
..الآن، وها أني فقت ، بعدما راب بيتي الشوكي ، كان عائقا ، كنت أظنه آمنا ، كم أنا مغفل..! هل أستحق الولادة؟ وأجثو على شراييني طالبا الدم ممن لا يرحم
!..الأفضل أن أنام، فما أضيق الحياة لولا فسحة الرحم
. لا... صرخت باكيا،، فوجدتني مقلوبا بين يدي ولادتي تضربني من دبري-
(ميلادي كان: 18/09/1968)



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.