lundi 25 mai 2020

عيد الحجر الصحي // محمد الكروي // المغرب



عرف عيد الحجر الصحي/كورونا،طعما غريبا،لطف من حدته،ما سبق من أيام الحجر،الحافظ لتواجد وتوازن الذات،المتطلعة عما قريب إلى الفرج
في هذا العيد،لم يشرشر الشاي الذهبي،كما هي عادته في الأعياد السابقة،لم يتضوع النعناع الاحرش،لم تتمل الصينية والبراد بزربيته وقفازه،والكؤوس ذات البريق الفضي اللامع الخاطف،بحوار وضحكات ودردشة وهزل ودعوات وأماني الأحبة المباركين،المتلاحقين فرادى ومثنى وثلاث ورباع،المختلفين دخولا وخروجا،عند باب العش،الشاهد على الكثير من اللقاءات والمباركات،فيما بين الأحبة.كل هذا الفرح الكبير،واهب وحاضن العيد دفءا وهاجا،عبر عبير سيل الاهل والأحباب والجيران وحتى المارة بالقرب،مراعاة للأدب والمناسبة الملينة والمراجعة لبعض الشوائب الزائدة والمتقادمة،زاد من الزخم والدفق المترنمين،حلو النشيد المشرئب نحو الافاق الوردية
كل صدى هذا اليخضور،هذا الجلنار،حجم قطره وخطوه،ذهابا وايابا،مكتفيا بأفراد الاسرة النووية،فهي التي بثت الابتسامة والفرحة وتجاذب ذكريات الاعياد الماضية،تعويضا عن شحوب وبرودة اللحظة،مبدعة اكسسواراتها الخاصة،تماشيا ومجرى البرهة المختلفة كليا عن سابقاتها،والتي لا يجب التغافل عن حرجيتها،الموجبة لكل حرص ونصرة وانجذاب وانشداد إلى زهرة الحياة،المدارية لكل الرياح والانواء والعواصف
عرف عيد الفطر،لسنة 2020 الموافق لسنة1441ه تأجيل الرغبات والأماني،لدى الصغار الذين قد لا يعرف الكثير منهم ملابس جديدة،كانت ولاتزال كل فرحتهم بالعيد،كما أن بريق اليدين الصغيرتين،بات غير ذي أهمية،مادام سيبقى كصاحبه/صاحبته حبيس الجدران،الحائلة بينها وبين الالتفاف حول ألوان الملفوفات الزاهية المغرية بالاقتناء والتباهي.اتحد الصغار والكبار في الاغتسال وتغيير ملابس قديمة بقديمة اخرى،محرومة من غمزة واناقة الخروج،التي تستدعي مزيدا من الاستعداد المعطر.فيما بات وظل وامسى الهاتف،يرن ويعرض في استرسال،لم يعرفهما في ما 
سلف من وجوده



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.