صديقي البحر
أنتَ ملاذي الآمن
و بئر أسراري
وحدك من يتسع حلمه
لسماع آهاتي
وشهقات انكساري
على شاطئك
ذات غروب
خفق قلبي
وأزهرت براعم مشاعري
أتذكر حينما
احتضنت رمالك الذهبية
قدمي حبيبتي
وقدها المسنون يتهادى
بكل الزهو والفخار
وكيف التفتت نحوي
بوجه صبوح
يشع منه ألق النجيمات
ووميض الأقمار
وعينين سوداوين
تسلبان لب العاقل
أذهب رمشهما رزانتي ووقاري
وكيف ابتسمت لي
ورَجَّت فؤادي
وجرفَتني إلى دوحة العشق
كالإعصار
لن أنسى أبدا
نوارس الهيام
وهي تحفنا بتراتيلها
آخر النهار
ونحن متعانقين
نتأمل زبد أمواجك
وهي تراود ساقينا
ونحن نتغنى حالمين
بأجمل الأشعار
ما أحلاه مشهد الغروب
يريح النفس
ويثمل الروح
وينسيها وجع الأقدار
جئتك اليوم يا بحر
مقصوص الجناحين
مفطور القلب
أنعيكَ رحيل حبيبتي
عن الديار
تركتني غريقا
دون طوق نجاة
فكيف أقوى دونها
في لجة الهوى
على الإبحار
مدُّك يذكرني بسخاء حنانها
وجزرك بلحظات انطوائها
وعمقك بغموضها
وهي تساجل وتفلسف أفكاري
كلما افتقدتها أتيتك يا بحر هاربا
من مدن الأحزان
أنشد السلوى من غربة الأوطان
تسيل أدمعي وتعظم أشجاني
أنت الشاهد يا صديقي على وفائي
لن أحب غيرها أبدا
.وهذا قراري
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.