lundi 11 mai 2020

قراءة تعريفية بحرف الكاتبة السورية " نبيهة جرجيس سليمان " // باسم الفضلي العراقي // العراق


{ قداسات الوردة البيضاء }
...قراءة تعريفية بحرف...
" نبيهة جرجيس سليمان" / سوريا
في زمن الذكورة ، وهيمنة ( انوية ) الفحولة ، على المشهد الشعري العربي ، تنبري " نبيهة " المرأة المعتدّة برمزيتها الانسانية الجمالية المتسامية بالارواح ، لتشدو مخاطبة بنات جنسها ..:
اعزفي سيدتي
فكل الالحان
...ترقص على يديك
........
أنت لون الأساطير
...وأنت من علم الموسيقا معنى النغم
......
وأنت من خضب خدود الورد بالحمرة
......
اية يتلوها كل العاشقين...
.......
.....انت كل الكون ان ابتسمت....)
:مؤكدةً وطنية حرفها الحر
( ..وانا... تلك المراة
سليلة وطن الإباء
...هاربة
من سرير عشق)
:تبري رافضةً ثنيوية التصنيف المزعوم للابداع الشعري ( رجالي / نسائي) صادحةً
( فانا الان الزهرة والعصفور
في جنحي سهم
وفي قلبي رصاصة بندقية
إلى متى أدفع من وجودي
ثمن تخلف قضية...؟
ولماذا يرجمون...يصلبون
.....آلاف المرات
مريم المجدلية....؟
.....وهي القديسة المشرقية....!!
...ستد فن القضية
......وستبقى مريم قديسة
...ومشرقية..........)
:وتفضح شمولية السلطة الذكورية
(..يسرقون في الشرق
....كل المفاتيح.من ايدينا ..
...ويطالبوننا بالهتاف...
...لالغاء مفتاح وجودنا..)
فهي تؤمن ان الهم الشعري ، رؤاه ، نتاج ذات انسانية الهوية ، انسانية المضامين والمعاني ، وانسانية الاهداف والغايات ..:
( فانا سامتهن ...مجانا....
بيع الورود....
..وبيع أقفاص بلا حمام.....
بضاعتي بسيطة جدا....ورخيصة جدا....
...تعال...سأوزع ...مجانا
....زهرة.. زهرة ..زهرة...
..لكل سكان المعمورة
...واحتفظ بسلة همومي.....)
متماهيةً مع من يسرق الطغاة رغيف كرامته :
( تعالوا...
نتقاسم رغيف خبز...
صنعناه بأيدينا
...من عجين القهر..
أنا وأنتم ...والعصافير)
فالشعرعندها رسالة تنويرية / تواصلية الخطاب :
( رسالتي ..
نجمة تدور فلسفتها
حتى آخر حروف الابجدية )
فاتسمت لغتها الفنية بالأسلبة التعبيرية المسيقة بمحمولات دلالية استقطابية لوعي القارئ ، فهي في سعيها لتأكيد ذاتها الابداعية كمقابل موازِ للآخر الذكوري المتسلط ، استهدفت ذلك الوعي بخطابها التنويري ، لتضعه في مواجهة قضايا الوجود الكبرى ؛[ جدلية (الحياة / الموت) ، اشكالية (المطلق / المحدود )، غائية / لاغائية الخلق ، العدل / الظلم ... وماشابه ) فالوعي القرائي ظل يدور في فلك المألوف ، ورتيب المضامين والاشكال الادبية التي تبقيه في حالة الانفعال الحسي ، والاثارة العاطفية ، وسلبية التفاعل / جمودية التعاطي الفكري ،وشاعرتنا التنويرية تريد لهذا الوعي ان يكون فاعلاً في النص ، من خلاله دفعه للبحث عن اجابات لأسئلةِ تثيرها فيما تناوله في نصوصها من مضامين ، وتفتح له مساحة للتأويل وتقريب معانيها الدلالية ، في سياق بحثه عن تلك الإجابات ، و اشتغالاته الفكرية هذه بتراكميتها القرائية ، ستخرج وعيه من سلبية التفاعل مع النصوص / نزعته الاستهلاكية ، الى ايجابية المشاركة في انتاج معانيها ، فالهم الشعري لشاعرتنا الانسانة ، لايختزله جهد ادبي توقفه لتفنيد خطل المفهوم المتخلف لتلك الثنيوية الجندرية ( جنسية ) ، او تحدد ملامحه ذاتوية منجزها الابداعي ، فهمها ، كما اسلفت ، تجاوز اناها الفردية وتماهِى مع ( الانسان) كقيمة وجودية عليا عابرة للحدود وهي تؤكد نزعتها هذه بقولها
( أيها العبدالأسود
دعني أتبادل وإياك لوني الأبيض
....فتموت العنصرية......
أيها الفقير دعني
أتقاسم معك فتات الخبز
...فنصبح أنا واأنت من الجياع
.....نتسول معا
......وننام نحضن بطوننا الخاوية....
.......ونعلن ثورة معا..... ونشبع......)
والاثر الابداعي الادبي الحديث ، نتاج تلازم تلاقحي لركني فكرته النصية (المضمون / الشكل) ، وبعد ان تعرفنا على اهم ( مرجعيات ) الهم الانساني الطاغي على بنية الفضاء النصي لشاعرتنا الرسالية.، وسمات الدلالات السياقية الغالبة على لغتها الشعرية ، وهذا هو الركن الاول لبنية هذه اللغة ، سنتعرف عملياً وبعجالة على ركنها الثاني المعني بسيميائية الاشتغالات الاجرائية / التنفيذية في بناء اسلوبها التعبيري ، كون ان السيميائية توفر لنا الادوات القرائية الكفيلة بالنفاذ من ظاهر بنية النص السطحية الى اعماقه الداخلية / تحتانية ، لتوليد مقاربة لمعناه الكلي ،من خلال تفكيك بنياته المتعددة ، وقد اخترت النص ادناه لهذا الغرض ، وسأكتفي بتفكيك عتبته العنوانية ، التي تمثل مفتاح النص الدلالي ، والمقطع الاول منه لتأكيد التعالق الدلالي ( العنوااني/ النصي ) ، ويمكن تطبيق الية الاشتغال التفكيكي على باقي المقاطع ، للوصول الى ذات المقاربات لتحتانية دلالاتها السطحية .
النص :
-------
{ صباحكم...عيد ميلادي..... }
...انثى...
.....إعتصرتك، من دالية....
..السماء السابعة.....
....ايتها النار الإلاهية....
..وانا في صمت النساء المهيب..
.....صمت......أخر عودة الحصادين
....بضعة مبهمة من لذة
..الخريف....
......وبعد غد،،
......صيف الشمس الحارقة.ستزف الساعة...التي سارى
..فيها النور
..وسالتقي بالحياة
..في كياني....
..ايها النور المتشح...
......ذهبا"
..بلون سنابل الخير
.....وصراعي..
.....مع( الداية).. المعفر يديها
..بعطر الارض
....تغلبني
..معركة الوجود....
.....من كون..........غامض،،
..الى شرفة الحياة
..الاكثر غموضا"
..المليئة باكاليل أصص الهزيمة...
...ام .........ام يتناهى الى سمعي
صوت ناي.القصب....
..فيكسر...حدة صمت النساء
..المهيب...
.............ويجدد اغاني الحصادين.....}
عتبة النص الموازية التي يمكن اعتبارها عنواناً ( صباحكم... عيد ميلادي)
تضمر في تحتانيتها الدلالية ما ذكرته عن تماهي الشاعرة مع انسانية الانسان وكما يلي: ضمير الجماعة المتصل / كًم ، في صباحكم ، غير مخصوص بصفة او اضافة ، فهو غير محدد الدلالة بذاته ، وبالعودة لسياق الجملة العنوانية ، نجد انه / خطابي ، والخطاب آلية تواصلية مع اخر لابلاغه ( قصد / فكرة ) يوجهها اليه المخاطِب كما في هذا المخطط التوضيحي :
مرسل (الشاعرة ) ـــــــ رسالة ـــــــ مرسل اليه (اولئك الحضور)
ولكي تحقق الرسالة غايتها ويتقبل الحضور التعاطي مع مرسلتها ( حصول فعل الابلاغ ) ، لابد من وجود ( مشترك ما ) / وشيجة او صلة مسبقة بينهم وبينها ، وهو هنا ( المشترك الانساني ).
فتكون المقاربة المعنوية للاشارة / صباحكم : صباح كل من يتصف بالانسانية
الدلالة الرمزية للصباح : تفتح الحياة ، ومعاودتها الدوران من جديد بعد سباتها / توقفها وانطفائها ، و للميلاد معنى اصطلاحي : انبثاق ، بروز او حضور اثر او معنى
ما في البال او الذاكرة ، فتكون مقاربة ( ميلادي ) دلاليا ً:
معاودة حضور معناي في ذاكرة الاخرين ، والمعنى المسكوت عنه هنا : عميق قيمتها الانسانية في وجدانهم
بتجميع دلالتي الاشارتين السابقتين يتولد المعنى التحتاني للعنوان : حياة الشاعرة ( حضورها المعنوي ) دائمة التجدد مع شروق كل يوم في حياة ( الانسان )
المسكوت عنه = الشاعرة لاتموت كمعنى وقيمة انسانية / مفتاح النص
دلالة المفتاح النصي = المضمون النصي يدور حول مايصطرع في اعماق الشاعرة بين متقابلين [ الفناء ( او مرادفاته ) / الوجود ( او مرادفاته ) ] ، وسيتمظهر هذا الاصطراع بعد تفكيك البنتين الدلالية والزمانية المحوريتين في مقاطع المتن ( سأكتفي بالمقطع الاول كما اسلفت ) :
( المقطع )
(( انثى...
.....إعتصرتك، من دالية....
..السماء السابعة ..))
- الاشارة انثى : نضارة الحياة / الخصب
باحالتها داخليا الى الاشارة المابَعدية ( الخريف ) تغدو دلالتها : ربيع العمر
- الاشارات ( دالية ، السماء السابعة ، النار الالهية ) احالية خارجية / سياق التراث الديني المسيحي دلالاتها : دالية : عنقود العنب / باستدعاء ( اعتصرتك) = خمرة السماء السابعة : ازاحة دلالية عن ( الجنة ) + خمرة = خمرة مقدسة ( غيرمسكرة ) / المقاربة : انتشاء روحي / سعادة
المقاربة المعنوية لمجمل المقطع :
الشاعرة وهبت ربيع عمرها من اجل اسعاد الاخرين
وهذا المعنى يقابل مقاربة المقطع :
((....ايتها النار الإلاهية....
..وانا في صمت النساء المهيب..
.....صمت......أخر عودة الحصادين
....بضعة مبهمة من لذة
..الخريف....)):
- النار الالاهية / الالهية : روح الله / المسيح ، مطهرة من الخطايا ، علة الولادة من جديد
المقاربة النفسية لتكرار( لا ) في الاشارة / الالاهية برسم غير سياقي اظهر حرف العلة المحذوف ـــــــ الهية ( سياق قياسي) / الاهية : الشاعرة تريد ان توحي للقارئ بهول ماتكتمه في اعماقها من مشاعر الاحباط والاسى ( علتهما مابعدية / صمت ، اخرعودة ، خريف ) فجاءت بهذه الصيغة كايقاع صوري موازٍ لطول مدها حشرجتها متضرعة لله ان يعيد اليها ربيع عمرها من جديد كي تعود من جديد مقصد ( الحصادين / البااحثين عن السعادة ) فلم يعد لهم سوى ( اخر عودة ) فخريف العمر( صمت النساء ) لم يترك من خمرتها المقدسة غير ( ....بضعة مبهمة من لذة )
تمظهرية التقابل شكلاً :
عبرت الشاعرة عن ذلك الصراع التقابلي بسيميائية تقارب الايقونية وهي ايقاعِية ( بياض / كتابة ) البصرية فمثلت البياضات ( المساحات المنقطة ) صورة ايحائية للفراغ / الخلو من الحياة : الموت) الذي يتقدم / يلي ( يحاصر ) اشارات العبارات المكتوبة الموحية بالوجود الحياتي )
يبقى هناك الكثير مما يقال في حق هذه الانسانة الشاعرة بهم وألم الانسان ، الحرة الحرف والضمير ، ممن يغفلهن الاعلام الذكوري ، لشعوره بقصر قامته امام الشموخ (القاسيوني ) لمعناها


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.