lundi 18 mai 2020

تسألينني عن الصمت ..// حبيب القاضي // تونس


تسأليني عن الصّمت، عن شغفي بأثر البنّ في فنجان القهوة!.. اليوم مساء كنت على الشاطئ، تنشقت رائحتك حين كنا جالسين على الصخرة.. كان الموج ينكسر أمامي فيتطاير رذاذ مالح، أحسست بتنهيدة البحر، كنا غريبين.. ما كنت أعتقد أن البحار بكل ذلك الترامي و الكبر تصل إلى حالة الانكسار، حاولت مواساته لكن الكلام تصلّب داخلي، تقوقع داخل صدفات رمادية محدّبة في شراييني.. أنا في حالة تعب مرّ، محطّما ككتاب مقدّس في كنيسة يونانية عبث الأتراك به باسم الفتح الجديد.. هلّا جربت الانطفاء يوما؟.. حين يصل المرء إلى آخر وميض فيه و ينحني كعود ثقاب أكمل اشتعاله، تصبح الخطوة الواحدة بمسافة فاصلة بين القارات، ينكمش ككرة مطاط تحرقها النار.. أشمّ رائحة احتراقي و أشعر ببرد لاذع بين مفاصلي، كيف أتفقدّني و أنا عاجز عن إخراج شهقة واحدة، زفرة تجدد الهواء داخل شعاب رئتي، داخلي مليء بآلاف الأشواك و حين أتوغل أكثر أرى دمي مسفوكا، مجزرة اقترفها الزمن، أحاول أن أمسك لوح نجاة لكن أصابعي تعلق في جمجمة فرحي المغتال.. تسأليني عن الصمت!.. أعرف أنه قاتل لكن ماذا عساي أفعل و أنا أجهّز محمل نعشي، كل ما أتمناه يا صديقتي ألا تتبعني النوارس فلقد رأيتها بيضاء تشبه الملائكة حين كان السواد يلفني



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.