هرطقة
*****
نتعَ شرفهم، استنجدوا بحمرة مُقلتيه، أَسرعَ ظله قبلَ جسده، قطعَ دابر الظَّلام، خضَّبوا شيبهم بماء شجاعته، انتظر حصَّته من قرابين الفرح، بلَّلَ رغيفه المتكسّر بدمعة الناجي المنزوي تحت مروءته
نتعَ شرفهم، استنجدوا بحمرة مُقلتيه، أَسرعَ ظله قبلَ جسده، قطعَ دابر الظَّلام، خضَّبوا شيبهم بماء شجاعته، انتظر حصَّته من قرابين الفرح، بلَّلَ رغيفه المتكسّر بدمعة الناجي المنزوي تحت مروءته
دعــاء عــادل_العراق
:القراءة
*****
في ظل التراكم الكبير، والإنتاج المتواتر لنصوص القصة القصيرة جدا، والذي تشهد عليه وفرة الإصدارات، وأيضا تزايد أعداد المجموعات والمسابقات التى تعنى بهذا الجنس ساعية إلى تشذيبه والارتقاء بأسسه، أصبح لزاماعلى المبدع البحث عن جدة الطرح، وتميز المعرض، وهذا ما شدني إلى نص المبدعة العراقية دعاء عادل" هرطقة". الذي يضعنا منذ عنوانه في منطق الزيف والزوغان، منطق الحياد عن الجادة والابتداع( بمعناه السلبي المخالف).
فعن أي هرطقة يتحدث النص؟ وعن أية جادة تم الحياد؟
بدأ النص عتبته الثانية، بعد الأولى: العنوان، وهي الجملة الأولى في النص، بكلمة تجد قوتها في مهمل استعمالها: نتع، وكان ممكنا توظيف كلمة نزف، لكن في الأولى قوة شد أكبر، فهي النزف التدريجي، النزف شيئا فشيئا، وفي التدريج موت بطيء وألم مضاعف، والنازف الشرف، انتهاك لحركات الذات وإهدار للكرامة. النازف في موقع ضعف، والنازف يستنجد بجلاده المنتشي دائما بسطوته. سذاجة أم قهر منيخ ذلك الذي يدفع الضحية من جديد، إلى فك خناقها، طمعا في عدالة سراب، أسرع ظلها الخادع، ليقطع دابر ما رآه ظلاما ظالما في حق سطوته: أن تتجرأ ضحيته بطلب النجدة والعدالة منه، استجاب لهم بأن خضب شيبتهم بدمائهم بعد أن أظهر لهم شجاعته في الفتك بهم، مذكرنا لمشهد جهنمي مرير يغاث فيه المهرطقون بماء كالمهل، مع اختلاف أكيد بين عدالتين: سماوية تنصف، وأرضية تأتي على بصيص الفرح المتبقي، وتلتهم ما تبقي من حياة( الرغيف: حياة وعيش) كرامة من لا يزال ينتظر نحبه.
أن نص هرطقة، قد أوفى بالتزاماته تجاه جنسه الأدبي، وجدد الصورة والطرح، لقضية غياب العدالة وإهدار الكرامة، بلغة شيمتها التعالي ورفع سقف التلقي.شكرا لك مبدعتنا دعاء عادل على هذا الاشتغال المتأني
فعن أي هرطقة يتحدث النص؟ وعن أية جادة تم الحياد؟
بدأ النص عتبته الثانية، بعد الأولى: العنوان، وهي الجملة الأولى في النص، بكلمة تجد قوتها في مهمل استعمالها: نتع، وكان ممكنا توظيف كلمة نزف، لكن في الأولى قوة شد أكبر، فهي النزف التدريجي، النزف شيئا فشيئا، وفي التدريج موت بطيء وألم مضاعف، والنازف الشرف، انتهاك لحركات الذات وإهدار للكرامة. النازف في موقع ضعف، والنازف يستنجد بجلاده المنتشي دائما بسطوته. سذاجة أم قهر منيخ ذلك الذي يدفع الضحية من جديد، إلى فك خناقها، طمعا في عدالة سراب، أسرع ظلها الخادع، ليقطع دابر ما رآه ظلاما ظالما في حق سطوته: أن تتجرأ ضحيته بطلب النجدة والعدالة منه، استجاب لهم بأن خضب شيبتهم بدمائهم بعد أن أظهر لهم شجاعته في الفتك بهم، مذكرنا لمشهد جهنمي مرير يغاث فيه المهرطقون بماء كالمهل، مع اختلاف أكيد بين عدالتين: سماوية تنصف، وأرضية تأتي على بصيص الفرح المتبقي، وتلتهم ما تبقي من حياة( الرغيف: حياة وعيش) كرامة من لا يزال ينتظر نحبه.
أن نص هرطقة، قد أوفى بالتزاماته تجاه جنسه الأدبي، وجدد الصورة والطرح، لقضية غياب العدالة وإهدار الكرامة، بلغة شيمتها التعالي ورفع سقف التلقي.شكرا لك مبدعتنا دعاء عادل على هذا الاشتغال المتأني
بوركتم وبوركت غيرتكم على الأدب الرصين
RépondreSupprimerوبورك حرفك الأنيق مبدعنا ...كل عام وأنت بألف خير
RépondreSupprimer