mardi 26 novembre 2019

شتاء هذا العام // لطيفة الأعكل // المغرب


يُنبئني شتاءُ هذا العام
أنّ كلّ ما بداخلي حُطامٌ
..قلبٌ خواءٌ 
نَضبت جداولهُ
ذَبلت و ماتت أزهارهُ
..روحٌ تشظّت 
نثرتِ الريحُ هَباءها
لا دفء بينَ الحنايا
..خاب الأمل 
ماعاد يبتسمُ للصّباحِ
جسدٌ مريضٌ ، باردٌ مُرتجفٌ
...خِرْقةٌ باليةٌ ،مُمزّقةٌ 
حتىّ التي كانتْ لي بالحياةِ
الشجرة الباسقة أحتمي بأغصانها
رَحلتْ و غاب ظِلها الظليلُ
انطفأتْ كلّ الشموعِ والمواقدِ
..بقايا دخانٍ ورمادٍ 
..................
و ذاتَ شتاءٍ
أخبرتِ الجدة أنّ الوليدةَ
..كانتْ حُلوة المبْسمِ
أزهرتْ بساتينُ الجيرانِ
وفاحتْ منها رائحةُ الياسمينِ
الفصولُ أينعتْ ربيعاً أخضرَ
وجميعُ آلهةِ العشقِ
في المحراب كانت تَتعبّدُ
لكنّ أحلامي وُئدت في مهدها
ذهبتْ أدراجَ الرياحِ
...................
..باتتْ عيناي تخشى نور الصّباح
العصافيرُ التي كُنت أُطعمها قمحا
...في كفي كلّ صباحٍ
..ما عادت تغني 
ولا عادت تنقرُ زجاج نافذتي
كي لا تُزعجَ غربتي ، ووحدتي
..حتىّ عباءة الفرح 
..بات الحزنُ يُرتّقُ أذيالها 
الحُب في هذا الزمن الأغبر
دربهُ ضيقٌ ، وقصيرٌ
متاهةٌ تفترشُ الأشواك
يعيشُ بين الألم ِوالبكاءِ
..والصّبرُ جَمرةٌ حارقةٌ
كلُّ الأمنياتِ صارت وهماً
لبستْ قناعَ الغيمِ
...رحلتْ مع ضوءِ الصباح 




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.