قال لها ذات مساء: كنا نأمل أن تعلمننا الوفاء، لكنكن احترفتن معنا الخيانة.
نظرت إليه نظرة ذات معنى، وقالت بعد شيء من الصمت: الوفاء عملة نادرة، أما الخيانة فسهلة ومتاحة للجميع. حين تخون؛ فأنت تجد لنفسك كرجل، آلاف المبررات، لتقول أن خيانتك مشروعة. لكن حين تتعرض أنت للخيانة، يصبح لونها أسود، وطعمها مر، لأنها تطعنك في رجولتك، وتجرح كبرياءك. حلال علينا حرام عليكن..هذا منطقك عزيزي.
نظر إليها معاتبا، وحاول رسم ابتسامة فاترة على شفاهه وهو يقول: حتى الوفاء أحيانا نمارسه لأننا عاجزين عن الخيانة. وصدقيني في العشق لا قوانين دائمة، هناك فقط الرغبة في البقاء كحبيب، حتى لو انتهت حكايتك.
حدجته بنظرة متسائلة من عينيها السوداوين! فتابع قائلا: إذا لم يكن في الحب فقدان وخذلان، فذاك ليس حبا، قيمة الحب في نهايته، والنهايات السعيدة تعطي منظرا إنشائيا للحب، عذاب الحب ودموعه، أهم ما يمر بنا في الحياة، وجع يترك خلفه ذاكرة..
صمتت من شدة معاناة اليأس ثم قالت: لا شيء يبقى للأبد، هي فقط ذاكرة تستمر في تعذيبنا، حتى لو كانت ذاكرة مهزومة.
هز رأسه علامة الإيجاب، وتابع:
النهايات الصادقة، أجمل من أي إنجازات لم تنبع منا، بل فرضها علينا الواجب والضمير..
أغمضت عينيها عن دمعة مكابرة محاولة احتجازها، واستجمعت ما بقي من فضلات الشجاعة لديها قائلة:
إذن هنيئا للفاشلين في الحب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.