كان أبي يعلمني
كيف أصير رجلا
فحلا شامخا
كما يراني
..وإن قبل الأوان
كان يعلمني
كيف أروض يومي
ليطيع أمري
وكيف أزين الحياة
..بالألوان
وكان دوما يخبرني
أن النجاح شطارة
وأن الأحلام جسارة
وأن أجمل النيران
ما التهبت بحرّه البنان
أخبرني ذات يوم
أن الحرب رداءة
وأن الموت رداءة
وأن السياسة أكذوبة كبرى
وأن الديموقراطية
..لعبة الثقلان
كان أبي
يرسم لي الخريطة
وبأصبعه
يشير إلى الحدود
هذا بلدك
وأيضا هذا
وهذا وهذا
الأرض والإنسان
فقلت له ببراءة
يا أبتي
هيا نسافر
صدر بلادنا شاسع
وكل البلاد بلادنا
قمح وزيتون
خوخ ورمان
كانت نظرته
مليئة بالأسى
ربت رأسي وقال
هو يا ولدي
وطن واحد
تاريخ حافل بالإثارة
مجد عريق وحضارة
وطن بئيس
قسمناه من جهلنا
..إلى أوطان
مات أبي
وكان يحلم أن يراني
وكل البلدان بلداني
مات أبي بغصته
وقد آمن بالوطن الكبير
أرضه والإنسان
مات أبي
بجرعة زائدة
من الحب و الإيمان
ذات ليلة في ذكراه
نفضت الغبار
عن تلك الخريطة
تأملتها شاردا
ثم
حملت فرشاتي والأصباغ
ولونت الحدود بالأخضر
هذا يا أبتي
وطننا الكبير
قد أزهر
..بالأرض والإنسان
فنم قرير العين أيها الماجد
وطني الكبير واحد
ولو يا أبتي
بلمسة فرشاة
.وعبوة ألوان
****
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.