jeudi 18 janvier 2018

مجرد رأي "القسم الثاني" // باسم عبد الكريم الفضلي // العراق


{ الإبداع بين صولجان المؤسسات ورفيف الحرف }

الفهم ... بالنسبة لي ووفق تعريفي الخاص له : قدرة أو قابلية الوعي على الاستيعاب العقلاني للأحداث والوقائع الداخلية / الخارجية بالنسبة لذواتنا ، وتحديد الموقف منها ، فلا يكفي أن نعي الأشياء والأحداث المتسلسلة زمانياً والمتموضعة ضمن حدود الكلمات ( هذا في شكلها و نطاق وجودها اللغوي ) أو في المجال المكاني الذي تتبدى وتُحَسُّ داخله آثارها الفعلية ( نسبة الى فعل / عمل او نشاط ) الفيزيولوجية أوالفيزيقية ، بل يجب ، وأؤكد على( يجب هنا )، أن يترتب عليه اتخاذنا موقفاً ما بالقبول او الرفض ، من ذلك الشيء أو الحدث اللذين وعيناهما ، وأنا وجدت اأ هيمنة المؤسسات الثقافية السلطوية الماقبلية بكل أحكامها ومعاييرها الذوقية ، الجمالية وإيديولوجياتها الفكرية ، على موضوعة الفهم ، وهو الأساس الأول لنشوء وتكوُّن الوعي في عقلية الإنسان، استندتْ في جوهرها على مبدأ أساس هو ( قدسية اللغة ) الذي أدى الى ترسيخ جمودية خطابها التخارجي المُحدَّد والمحكوم تعبيرياً وفق آلية 0( دال ( الكلمة )/ مدلول ( معناها ) المعجمية ، المحددة و المحدودة القصد ، رغم توسع وتنوع حاجاتنا القرائية والتعبيرية المستجدة بظهور وتولُّد المؤثر/ المحفز الواقعي ، اللذين تفرضهما ، حتمية تطور الوجود الانساني في العالم ، كلما دارت عجلة الزمن للأمام بحكم قوانين التجدد والتغير التي تحتمها ديمومة الحياة ، في شتى معانيها ، قدسية ترقى الى مصاف المحرَّم و المحظور على أي أحد التشكيك بآلياتها الاستخداماتية ، ومرجعياتها الاستدلالية ، او مجرد التفكير بالتحقُّق من صحة معطياتها المعرفية ،فهي بديهيَّةِ ، مؤكَّدَة الحجة ، يجب التسليم بصحتها وترفعها عن كل زلل ، ناهيك عن ( حُرمةِ ) السؤال عما إذا كان هناك أدلّةٌ واقعية ملموسة تؤكدها ، وتبررُ (عصمتها) عن الشطط والانحراف عن قواعد المعرفة المنطقية ( باعتبار أن اللغة علم من العلوم ) ، وما أضفى تلك القدسية على اللغة هو ارتباطها التلازمي مع ( الدين ) ، ونحن كأية أمة حية ، كان لابد لنا ان نؤثر و نتأثر بباقي الامم ، بحكم وجود حالة التماس والتفاعل الإنساني الحي مع شعوب المعمورة ، بمشيئتنا أو بمشيئةِ التأثُّر القسري أو الاضطراري ، حسبما قرره و فرضهُ عنوةً ، على سائر شعوب الارض، زلزال العولمة الذي مثّل حداً فاصلاً بين انغلاقية / انفتاحية حدود دول العالم على بعضها البعض / ونحن منهم، فإذا أبواب التفاعل المباشر بينها مشرعة على مصراعيها ، وذلك بما وفره من مختلف انواع وسائل التواصل الاجتماعي بعد ثورته الأنترنتية التي عمت أرجاء كوكبنا قاطبة ، تلك الوسائل التي طوّحت واخترقت الحواجز العازلة الفاصلة بينها ( بكل ماتعنيه من حدود جغرافية أو اجتماعية وثقافية ) ، وكانت ( اللغة ) من جملة أوجه الثقافة التي يفترض بها أن تتطور بهذه الدرجة أو تلك ، غيرأن جموديتها ، التي أشرت الي اسبابها آنفا ، ابقى مفرداتها ذات طبيعة اجترارية لمعانيها السلفية ، حتى في عصرنا الراهن ، ناهيك عن ركونها المزمن إلى الأحكام و الضوابط الذوقية والجمالية الماقبلية لتحديد (مقبولية / مرفوضية ) المنجز الأدبي ، وإخضاع ( الفعل الكتابي / القرائي ) بالمجمل لتلك القياسات الاصولية القديمة ، و ( قمَع ) كل مسعٍى للتحرر من قيود سلطتها المقدسة ، مما أدى ، جراء ذلك، إلى عدم مواكبة الوعي عندنا لكل مايشهده العالم من تطور وبقاءه ( مقلِّدا / غير منتج ) للأفكار العصرية ، خاضعة لسطوة السلف الصالح مستسلماً للرقيب المؤسساتي المقدس ، مما أوقعه بازدواجية حادة بين ( أصولية لايغادرها ) ، ومحاكاة عمياء / تقليد نسْخي للآخر ( الأمم المتطورة ) ، ولما كنت كشاعر وكاتب ودارس ومحلل للنصوص الشعرية الابداعية ، مؤمن بموقفي التحرري من جمودية الأشياء عموما ، منادٍ بحرية الفكر وانعتاق الإنسان من سائر مايقيد اندفاعه كبانٍ معمِّرٍ للحياة ، فاعل جوهري ومؤثر في رقي أوجه الحياة المجتمعية ، وما تنتجه وتشكّله من بنىً فوقية للحياة الفكرية ، وغيرها من أوجه النشاطات والفعاليات الانسانية الاخرى ، ، لذا عملت على المروق من هذا القيد المقدس، ورحت أتعامل مع اللغة باعتبارها آلية ووسيلة للتفكير والتعبير، أحاكمها وأطوّعها كي تخدم مقاصدي وتنقل إيماءاتي وإشاراتي كما أحدده أنا ، لاتلك السلطة الشمولية القامعة لكل ما يرفرف خارج سربها المحروق الجناح ، سلطة منغلقة منزوية بعيدا عن عجلة التطور الانساني ، تسبح أطلال امجادها بكبرياء أجوف
***** 
ـ باسم الفضلي / العراق ـ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.