هواجس الليل // وليد حسين // العراق

في محنةِ الفكرِ ..

لن تَرتدَّ عن زمني

دونَ التلبّسِ بالآثارِ والدِمَنِ

غاياتُ نجمِك لا زالتْ بلا شٓغَفٍ

تمتدُّ مشفقةً ..

لا خُلدَ في البدنِ

لولا اصطحابُ النوى

ماعاد يُمسِكُها

هوّن على الجُرحِ قد تَشقى بِمُحْتَجِنِ

لعلَّها الروحُ ..

مهما ألهبتْ مدداً

يصطادها نزقٌ بالسأمِ والحزنِ

هوّن عليها..

أذا أوجفتَ من ولهٍ

يجتاحُها الموتُ في شكٍّ ومُقترنِ

أيُّ اغترابٍ عَفَا ..

لو زرتَ عارفةً

تُرسي لك النجمَ في أحداقِ متقنِ

تقسو عليك ..

أذا أهملتَ بوصلةً

قد كنتَ تركنُها في غايةِ الوَهَنِ

لها أصابعُ من أوراقِ

سائحةٍ

تجتازُ أوديةً في مركبٍ خَشِنِ

غيرَ اصطبارٍ لنا ..

لاشيءَ يُدهِشُها

مهما توالتْ على الأحداثِ والسُنَنِ

مازلتٓ تنفثُ من أوجاعِنا

حَنِقاً

تجترُّ معصيةً في مَلْبسٍ دَرِنِ

تغفو على الجمرِ ..

من أعياءِ راحلةٍ

لأنّها الوعدُ تترى خلف مُتّٓزِنِ

تختالُ بالقولِ لو أدركتَهُ

سَفِهاً

وَحَسْبُك اللفظُ ينزو عند مُحتقنِ

مارستَ كلَّ رزايا الشرقِ

متّخذاً

قتلَ النبيين في أجحافِ مُمْتحنِ

ورحْتَ منفلتاً ..

من دونِ سابقةٍ

شٓوْطاً تخلّفٓ بين النقضِ والثمنِ

آياتُ ليلِكَ مازالتْ مُسَهَّدةً

بالحاطبين.. بما أيقظتَ

من إِحَنِ

دنا بحالةِ عَسْفٍ ..

لم يَعُدْ صَخِباً

حتّى تراءى بغيرِ الظلمِ لم يَبِنِ

قد قامَ للنهرِ ..

يجلو كلَّ شائبةٍ

فما تطهّرَ من رجسٍ سوى الوثنِ

كأنّما النصبُ يغريهِ

بلا رَجَزٍ

يتلو بساحتهِ ماصمَّ عن أذني

أبدى لنا الليلُ ..

عن أضغاثِ وحدتِهِ

فراحَ يشحذُ برقاً من سنا المدنِ

يلملمُ الضوءَ في أحداقِ

نازفةٍ

لكي ينازعَ جَفْناً عند ذي وَسَنِ

يستعمرُ الدهرَ ..

حتّى غابَ في حَدَسٍ

من بعد عُمْيٍ

يراني غير مؤتمنِ

يرتادُ سرّاً ..

غدا من طول لهفتِهِ

قَزْماً تَبَرَّمَ عند الشكِّ والجَبُنِ

طوى لهُ الحزنُ كشحاً

منذُ نازلةٍ

يستنزفُ العيشَ رفقاً ياشجا المحَنِ

أين المعنَّى بنا..

لم تستقمْ زمرٌ

تَصطفُ منهكةً في معشرٍ نَتِنِ

قومٌ حيارى ..

نهى الشيطانُ أمرَهُمُ

لمّا استجابوا الى الطغيانِ بالعلنِ

لشدَّما أفرطوا بالنيلِ من وطنٍ

ينسلُّ مرتعداً

من مجحفٍ مٓرِنِ

مع اجتياحِ الندى ..

لاشيءَ يُرهقنا

نشدو بحالةِ وعيٍ جدَّ باللحَنِ

أستقطبُ الوقتٓ ..

لا أرنو الى جهةٍ

مهما أباحتْ لي الأنظارُ من زَمَنِ.

******