mardi 24 juillet 2018

لاتفتح نوافذك !..// حبيب القاضي // تونس


لا تفتح نوافذك.. لم تعد تعنيني تلك اللحظات و لا زفرات أساي على الراحلين.. لا تحاول أن تغرقني فيك أيها الزمن.. لم تكن سوى أرض وحل تجاوزتها.. وعمدت روحي بأشعة الشمس.. عمدتها بطهر الضياء.. لست نادمة و لا حزينة.. وكذلك لست فرحة بما مضى.. أنا الآن أتعطر بقهوتي المسائية.. رائحة البن وهذا الشفق يحملانني كأنشودة في فم أطفال المدارس.. كم تروقني ابتسامتي الخفيفة حين أمعن النظر في ساقي المرمرية و هي تعلو أختها في حركة رشيقة.. تذكرني بساعة بيغ بان اللندنية.. يومها كنت بنفس الجلسة هذه.. قررت أن أكون أنا.. انطلق نورس بحري من صدري.. كان ناصع البياض.. جناحاه تفتحان في المدى البحري الأزرق طريقاً.. سمعته يناديني.. لا تتعبي الروح بل اتبعيها.. لازال لها متسع من الحياة.. لا تحملي سيفا و لا معولا.. لا تحملي حتى مجرد وردة.. فقط ليكن كتابك الجميل وانت تحضنينه يضغط على صدرك برفق.. سترين أشكال الحروف تبدلت.. اللغة التي كانت ثقيلة كعنقاء الخرافات تتحول خفيفة و ذات لون زهري..دمك اللزج المثخن بالحزن سينتفض داخل شرايينك.. يتجدد و يصبح له لون وردة عاشق.. الآن و فنجان قهوتك تراوده بدايات الليل.. يدعوك أن ابتهجي للأمام.. للفضاءات البكر.. عانقي روحك.. عانقيها بكل الجمال و الحنان و لا تنسي أن تعطريها.. و تبع بصري ذلك النورس.. لم أنتبه و شفتاي المكتنزتان بالأحمر القاني تسألان.. من أنت بربك؟ من أنت كي تروض صخبي و تمردي و جنوني.. لوح لي بجناحه.. لا تقلقي أنا غدكِ الجميل.. و أنا مرساتك حين التعب.. كوني كما أنت.. فأنا أعرف كيف أزين جدائلك و أرسم تفاحة على زندك.. كوني كما كنت أحلم بكِ و أنا النائم في صدركِ.. ناداني فتبعته.. كان لقاؤنا على صهوة موجة
******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.