samedi 28 juillet 2018

رسكلة المواجع // حبيب القاضي // تونس


- لن أقرأ لكَ مجددّا.. و لن أهمل دقائق من عمري لأتابعك و أتبعك.. أضناني تأويل نصوصك على مقاساتي.. و على الرغم من كونك لا شيء بالنسبة لي، أجد نفسي أنتظر كلماتك بلهفة.. و أنت ثابت في مكانك، حطّم الزمن أحلامك.. فجعلت اللغة وسادتك.. أنت مجرد مستنقع يلمع تحت أشعة الشمس.. - حسنًا.. سأعتبر كل ما كتبته صحيحاً.. وسأضيف أنّك في هذه اللحظات تحاولين الانتقام مني.. ههه
.. أأنت من أنتقم منه؟..و لأجل ماذا؟.. لعلي أشفق عليكَ..و سأقطع علاقتي.. ذكرها لا يليق حتى بذاكرتي-
 لكنك تواصلين الحديث معي الآن..و أعرف أنك تنتظرين ردّي..و كعادتي لن أبخل عليك.. فأنا أدرك سبب هذا الحقد الليلة  -
! كعادتك!!.. تتوهم أنك ربان السفينة.. ماهو السبب؟.. أجب-
 أحزنتكِ طريقتي في جعل البحار العجوز.. الذي كسى بياض الثلج حاجبيه.. لقد انتحر بطريقة بشعة و مهينة و مازالت فصول  الرواية لم تكتمل
 ولماذا فعلت ذلك؟ -
 وجدتك تزدادين رأفة به.. كنت متعاطفة معه.. تحول إحساسك إلى حب.. كنت ألاحظ ذلك.. وكان يجب أن يتوقف - 
لكني أعلمتك مراراً أنه قريب مني.. إنه ذكريات طفولتي.. صورة والدي المعلقة على الحائط.. حين كنت أقرأ كلمات ذلك  العجوز..كان الدمع يتساقط من إطار الصورة.. رأيت صورة أبي تبكي
 كنت أدرك ذلك.. أنتِ لست قارئتي فقط.. تعلمين ذلك.. و لقد اختزلت كل شيء في لقائنا اليتيم -
 كيف.. ذكّرني -
 لاداعي لذلك.. تحسسي قرط أذنك اليسرى فقط -
 لكنكَ اليوم لم تكتب جديدا في روايتكَ.. أغاضني ذلك..ههه فلا تهتم لما قلته أولاً.. أرجوك أكمل و لا تتوقف.. فأنا كما تعلم أرقن  روايتك حرفا حرفا
 ليس الآن.. اللليلة يجب أن أقيم موكب عزاء يليق بالبحار العجوز.. و موكب فرح يليق بإدمانك لي -
.. أريد أن أشاركك-
. أنا لا أكتب لتدمع عينك.. ففي الحالتين سيأخذني وجع الفراق وجمر الاشتياق.. غدا سأروي لكِ ما حدث -
.و أغلق هاتفه دون إلقاء التحية على غير عادته
******
Recyclage =ملحوظة : "رسكلة" تعني إعادة التدوير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.