الصبرُ ينخرُ عظامَ الإنتظارِ على ضفافِ الفراقِ، والليلُ لمّا ينجلي والقلبُ يبحث عن طريقٍ، يصعب السفرُ لإلتصاق الأقدام بهذا الكمِّ الهائلِ من الجراحِ، محفورٌ على جدارِ القلبِ أنّي كان لي وطنٌ أجمل من هذه الأرصفةِ الضائعةِ، وأبهى من المسافاتِ المسكونةِ بالأحزانِ، في زمنِ الرملِ والرمضاء لا تنبتُ زهرةٌ وترحلُ الأشجارُ عاطلةً عن حليِّ ثمارِها، قال لي ذلك الساكنُ على رصيفٍ بنصفِ ظلٍّ، عندما أموت وحيداً في غربةِ الوطنِ، سأدفن في أرضٍ لا صاحبَ لها، أو تملأ منّي الغربانُ أجربةً سُغباً، سيّان عندي ما يحصل لي وأنا المُضمّخ بالغربةِ والطرقاتِ الموحشةِ في عتمةِ الضمائرِ، أُوصلُ الجوعَ بالليلِ والشحوبَ بوجهِ الأرضِ الغارقةِ بمنحياتِ سباقِ الأوراقِ الخضراء، ما عبروا النهرَ، الحارسُ شربَ كأس الخيانة، الجسرُ أرخى ظهرَه لتجارِ الضياعِ، لم يتبقّ لي سوى مسافةِ نزفٍ وأستريح من هذا العناءِ وأفارقُ الجدرانِ المائلةِ، عدتُ مشتعلَ الوجدِ ترسمُ دمعتي لوحةً مؤطرةً بأوجاعِ السنينِ ونهرانِ تيبّستْ ضفافهما وبصيصَ جرحٍ يتوسطّ حروفَ المعادلةِ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.