mercredi 25 juillet 2018

عزوف عن صخب التماثيل // محمد عبد القادر محجوبي // الجزائر


الراسخون في لهيب التاريخ يزهدون في ملاحقة لعب الرذاذ وزبد الموج يمزح بأكذوبة الحرية ، وهي مشردة بين تماثيل نبتت بطفيليات الليل . فالحرية موقوفة التنفيذ تفرك عينيها الفولاذيتين حين يباغتها شارع عطشان . ترشه بكسادها المالح وتهوي عليه بعصا السراب حتى يراجع أجنحته المتكسرة ويسلم سلام الشجعان المهزومين
الحرية خليط دم مخثر في عشب الجليد . تتناسل من خلاله حشرات مهامها قضم الشعاع كيفما كانت طلاقته اللغوية أو طاقته التصوفية من خلال العشق الساكن قرب القبور
وعندما تتبرج الحرية في تمثالها اللئيم ، تهطل كتب التاريخ علينا بشواظ الأفيون، عليه نصال ناعمة تعلمنا خطو الانتباه
لا تزال تلك الحرية متلبسة النحت من جذور صخرية تعابثها أوتاد، تنتج المقامع العنكبوتية . وتجلب علينا بخيول الضباب لنشرب الصفحات عفنا تاريخيا يمنهجه الراسخون في حمم الأبراج وصروح الزينة التي يقيمها النبلاء الخائنون لخفقات الرضع حتى عند صراخهم البريئ وأصواتهم الرخيمة
فكيف نقلع عن تدخين الحرية في كذا عهد يبيض النخاسة ليترف حقول التماثيل بجوقات التحرير؟

******


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.