mardi 18 juin 2019

انتفاضة // محمد بوعمران // المغرب


وافقته الرأي بإشارة من رأسها وذون أن تتكلم ورغم أنه أحس بأنها قبلت اقتراحه  على مضض فهو لم يبال بذلك ...فنادرا ما كان يعمل برأيها بل كان في أغلب الأحيان يفاجؤها بقراراته ويدفعها إلى القبول بها ولا يترك لها فرصة لإبداء رأيها
مع توالي الأيام توصلت إلى أن هذا الرجل الذي تعيش معه تحت سقف واحد يؤمن إيمانا قويا بأن فرض الرأي هو سمة من سمات الرجولة وأن رفضها يعتبره جرحا لكرامته
فكانت تسايره تجنبا لردة الفعل ولهستيريا الغضب التي كانت تنتابه حين تعبر له عن رأي يخالف رأيه ...كل القرارات التي تهم الأسرة كانت بيده ...وهي كانت توافقه تجنبا لصداع الرأس 
ما اقترحه عليها اليوم نزع من جفونها النوم وجعلها تتقلب في فراشها وكأنها نائمة على الجمر وهي تراجع تلك الاشارة من رأسها ...لتقرر وضع حد لخضوعها ...وتعلن تمردها على سلطة كتمت أنفاسها وسرقت منها متعة الحياة
نهضت من الفراش عاقدة العزم على تغيير رأيها ...كان هو مازال يغط في نوم عميق...انتظرت استيقاظه لتواجهه ...وحين ملت الانتظار أيقظته بعنف لينهض مذعورا
:وينظر اليها بعينين مفتوحتين عن آخرهما قائلا
ما الامر ...أفزعتني -
:ردت عليه بصوت حازم وبثقة كبيرة
...انا غير موافقة بالمرة على ما قلته لي بالأمس...بيع البيت خط أحمر ...أرفض ذلكوان كنت مصمما على بيعه ...فهذا شأنك ...لكني لن اسكت
هاله موقفها وأخرسه ...وضع رأسه بين يديه ...ثم رفعه ليدقق النظر في وجهها وقال بصوت قريب من الهمس
.هدئي من روعك ...سنناقش الامر ...لا داعي للصراخ -



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.