vendredi 14 juin 2019

شكل النص المعترض: دراسة سيميائية لنص "محكمة " للشاعر فياض المبروك // باسم الفضلي العراقي // العراق



" شكل النص المعترض "

- دراسة سيميائية لنص " محكمة "-

للشاعر فياض المبروك                                            

:النص

*****

....حاجب
....ومرتشٍ
.....وقاعة مرافعة
....حق
....باطل
.....ومحكمة
...طربوش
...جناية
....وقتلة
سرقة
جرم
...وكسر معادله
جلاد
.....ومناوره
قرار عدل 
....ومشاوره
شعب يموت 
.....ومداولة
....صفح وتصفيق ولمظ
.....انتهت المحاكمه
؟/؟/؟؟؟؟؟
..........
العتبة العنوانية تضمردلالات مسكوت عنها مماجعلها مشفرة 
فبنيتها التركيبة مزاحة بحذف المبتدأ جوازاً ،فتنكير 
( محكمة ) جعلها خبرا واجب التأخير ،والحذف هنا بقصد
تركيز اهتمام القارئ على هذه الاشارة وماستثيره فيه
من اسئلة فضولية تحمله على الدخول الى عالم النص بحثا
عن اجابات عنها، والتعاطي بفاعلية مع النص والمشاركة
في تحديد معانيه والكاتب هنا يدعوه لتقدير الخبر، كأن
يكون ( هذه )، كما ان دلالة المحكمة منقوصة فهي / اسم
مكزمان كلاهما مبهمان غير مخصصين بصفة او اضافة مما 
غيب حيزهما المكاني ( المدينة الدولة الخ ) و التاريخي
( موعد انعقادها حيث ينتهي النص بايقونات مبهمة الدلالة
عوضاعن ذلك ????/?/? ) ، وسكتت عمن هو الحاكم ومن 
المحكوم عليه وعن اية جريمة انعقدت هذه المحكمة.؟وماهو
قرار الحكم ؟
مما يحيلنا الى المتن للبحث بين طيات اشاراته عما يفك
.شيفرة العنوان بعد ان تخلى عن مفتاحيته 
:البنية الشكلية للمتن 
 هيكلية بنائه - 
اعتماد الشاعر المستوى العمودي لكتابة اشارات المتن كي تقرأ
رأسياً من الأعلى الى الأسفل ، كسر قيد تقليدية المستوى الافقي
، وجعله متمرداً على اصوليته المؤسساتية الممثلة في تليد 
دبيب الكلمات على سطر وحيد الاتجاه ، مطلقاً مفرداته محلقة في
،فضاءالنص الفسيح  
:تكون المقاربة القرائية لهذه الهيكلية البنائية 
نزوع الشاعر للتحرر رتابة الواقع تمظهر بكتابته الشاقولية المقابلة للكتابة المؤسساتية
الاصولية 
: الاختزال والفراغ -
جميع اشارات المتن نكرات ماعدا الاخيرة ، وتخلو من الزمن فكلها اسمية مما يعني مجهولية مكزمانها ، والجمل الاسمية تعني ثبات دلالتها، ودوام رسوخه في الواقع ، ومع اختزال العبارات النصية الى اشارات معدودة بواقع اشارة واحدة عن كل عبارة فتح النص لتعدد القراءات وبالتالي التأويلات حيث انه خلق مساحات واسعة من الفراغات الموحية بوجود محذوف بعد كل اشارة يستدعي تقديره لمقاربة دلالتها معنوياً  
كما انه جعل كل اشارة تسكت عن دلالة قد تمثل معناها تحتاني وكما في هذا 
:المقطع
... حاجب))
....ومرتشٍ
....وقاعة مرافعة
...حق
...باطل
((.....ومحكمة
فحاجب : اشارة سكتت عن حقيقة دلالته المعنوية ( معجمية ام احالية خارجية / تدرس لاحقاً)
مرتشٍ : سكتت عماهويه ؟، اهو مرتشٍ سلطوي ام من العامة ، اهو القاضي 
!ام الحاجب الخ؟ 
:وهكذا بالنسبة لباقي الاشارات 
وقاعة مرافعة : اشارة مركبة سكتت عن ماهية المرافعة والمترافع 
فالحق والباطل : اشارتان نسبيتان سكتتا عن معيارهما ، فما هو حق للظالم هو باطل بالنسبة للمظلوم وبالعكس
محكمة : سبق التطرق اليها اعلاه
ويمكن تعميم هذه القراءة على باقي مقاطع النص لملاحظة ان اشاراتها
.سكتت عما يجلي معناها ، وابقاها مبهمة الدلالة 
ونجد ان هناك الاشارتين ( حاجب ) و ( طربوش ) وهمااحالتين خارجيتين 
الاولى : في التراث العربي، منصب إداري ، مهمته إدخال الناس على الخليفة حسب مقامهم 
الثانية : في التراث الانساني ، غطاءالرأس، أصل الكلمة فارسي، انتقل
الى الدولة العثمانية ومنها الى الولايات العربية التي احتلتها ومنها
.العراق ، وكان ممن يرتديه كبار الموظفين والولاة
الاشارتان بمعنييهما هذين لهما دلالات زمانية تاريخية
:مقارباتها المعاصرة تكون
عربية / عراقية ، فارسية / ايرانية ، عثمانية / تركية
وباستحضار عتبة التاريخ المبهم / ؟؟؟؟ / ؟؟ / ؟
التي تدل الى عدمية الزمن او سقوطه من حسابات الوقت 
كذلك استحضار دلالة المحكمة التي تعني في جوهرها صراع بين قوى الحق ومرادفاته وقوى الباطل ومرادفاته من اجل كشف جريمة / جرائم تدل عليها هذه الاشارات (جنايةوقتلة.سرقة، جرم) وقعت على مجنٍ
(عليه(شعب يموت  
:تكون مقاربة مكزمان المحكمة هي
عراق الزمن الضائع وهو الزمن المعاش اليوم ، شعبه يموت بفعل صراعات قوى عربية/ عراقية ، ايرانية وتركية ، وفق جدلية جق / باطل 
:اذاً المعنى التحتاني لهذه المحكمة / مسرح هذه الصراعات هي
(ارض العراق بدلالة ( شعب يموت 
:صراعات الحكم ( مرتشٍ ) و( جلاد )، وقواعدها
...وكسر معادله)
.....
....ومناوره
..... 
.....ومشاوره
......... 
(.....ومداولة
وتنتهي دائما بـ ( قرار عدل ) يكون ( صفح وتصفيق ) ثم ( لمظ ) قبل
(اكل (الوليمة / المجني عليه) وبعدها( تنتهي المحاكمة 
:المقاربة الدلالية للاختزال والفراغات الدلالية والعتبة العنوانية 
اعتراض الشاعر على الواقع = التمرد الشكلاني المؤسساتي 
عتبة العنوان بعد فك شيفرتها = محكمة ( المحاكمات ) المسرحية التي
(تعقد للحكم في جريمة ( موت الشعب


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.