lundi 10 juin 2019

ذكريات طفولية // محمد أوكنا // المغرب


من طبيعتنا كبشر أن نتراحم بيننا، وقد تزداد قيمة التراحم عندما يتعلق الأمر بمن تربطنا بهم أواصر القرابة تزكية لمبدإ صلة الأرحام.وهذا ما كنا نداب على فعله
لازلت أتذكر زيارتي لإحدى عماتي بالبادية.أجل،كنت اقضي ما تبقى من اليوم متنقلا بين الجنان.نتسلق الأشجار لنعانق الأغصان اليانعة ونتطلع إلى الأعشاش غير عابئين بما قد يحدق بنا من مخاطر.وتنتهي الجولة بأكل ما لذ وطاب من التين والعنب.وينتهي بنا المطاف عند البئر.نجلس تحت شجرة وارفة الظل لنستريح شيئا ما.وفي المساء وقبل أن تميل الشمس للغروب،نسير في جولات ماراطونية بحثا عن الحطب .وفي ذات الوقت نغتنم الفرصة لجمع بيض الدجاج المتناثر عبر الأرجاء.ونكمل جلستنا بجانب العمة وهي جالسة قبالة الفرن .وكان ثغرها يفتر عن بسمة ضاحكة ابتهاجا بما قمنا به.نجلس جنبها،تحكي الحكايات المتواصلة موازاة مع طرحها للخبز في الفرن .تناولنا بعضا من الخبز الساخن نتلذذ بنكهته كما هي الحكايات.
ولما يرخي الليل سدوله.نجتمع لتناول وجبة العشاء، تحت خيمة كبيرة على ربوة عالية.كانت الخيمة كافية لإيوائنا نظرا لشساعتها.وقد قسمت تقسيما محكما.وفور الانتهاء من الأكل نستعد للنوم.لم يكن هناك تلفاز ولا ما يشدنا للمزيد من السهر .بل كانت آذاننا لا تفتر عن سماع المزيد من الحكايات،يرافقها صوت الكلاب وهي تنبح من حين لآخر.وكم كان الجو رومانسيا.نستمتع بالجو الطبيعي في شكل لوحة فنية ناطقة بما حبلت به.حكايات مسترسلة ونباح متواصل وقمر منير زاده النسيم العليل.ونستفيق في الصباح على وقع صياح الديكة،وكلنا أمل في استقبال يوم جديد حافل بالأشغال والألعاب في انتظار المساء قصد العودة إلى المدينة.
لم نكن نعتمد على وسائل النقل إلا قليلا.فقد كنا نخطو الطريق خطوة خطوة مارين على الاهالي سائلين عن الأحوال.وكم كنا فرحين ببهجة المناظر التي تصادفنا على طول المسار حتى المدينة.إنها ذكريات ستبقى موشومة في الذاكرة.تخفي بين طياتها لحظات جميلة غاب أثرها بين جيل الحاضر



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.