mercredi 12 juin 2019

فرحة ..// محمد بوعمران // المغرب


فوق مرتفع يطل على قرية شبه مهجورة وقف يتأمل منظرها الموحش ...هدوء ممل يلف المكان ...أشجار فقدت أوراقها ...أرض عارية إلا من نباتات شوكية تقاوم شح المياه...وبين الفينة والأخرى يصل إلى مسمعه نباح كلاب ضالة أو أصوات أطفال يلعبون بعيدا في أحد أركان القرية ...وهو واقف متسمر في مكانه موزعا نظراته الشاردة على هذا المشهد الكئيب
هذه الوقفة تكاد تكون طقسا يوميا يمارسه كل صباح ...فترة للتأمل ليس في ما يراه أمامه بل ليفسح المجال لحوار يجري في دواخله يعبر من خلاله بالصمت عن أحاسيسه الدفينة نحو مصير هذه القرية التي أنهكها الجفاف ...جفاف غير من ملامحها ودفع بأغلب سكانها إلى الهجرة إلى وجهات مختلفة
هناك في الأفق تظهر سحابة غطت أشعة الشمس ...رفع عينيه إلى السماء ...أحس بقطرات ماء باردة تقع على جبينه ...تركها تنساب ...تتوالى القطرات فيعرض لها وجهه رافعا بصره إلى السماء وفاتحا ذراعيه للماء المتهاطل الذي بلل تيابه ليغمر كل جسده ...ينزل من أعلى المرتفع جاريا تحمله الفرحة إلى حيث لا يدري



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.