mercredi 26 juin 2019

تراودني القصيدة ..// لطيفة الأعكل // المغرب


..بِجُنونها 
لَبِستْني القصيدة
تنامُ في حُضْني كلّ مساءٍ
تُوقظُني حينَ الصباحِ
تَبتسِمُ لي ..تُغْـويني 
تَجُرّني خلْـفَها نَحْـوَ آفاق بَعيدة
تَهْمِسُ لي ..تُسافِـرُ بي 
على أجْنحَة الخَيالِ
بينَ الحُقولِ ، وبينَ الودْيانِ
نُغازلُ الوُرودَ..تَنْحَني لنا خَجَلاً
ونُطعمُ الطّيورَ قمحاً..تُغنّي لنا فـَرَحاً
الفراشاتُ بألوانِ الطيفِ تَسْحَرُنا
نَجري خلفها.. لنُمْسكها
حَفيفُ الرّياحِ ..عزفُ كمنجاتٍ
يَحْلو الرّقصُ ..إنتشاء
........
!..تُحرّضُ القصيدةُ غَيْمتَها
تُمْطِرُ ..برْداً صَقيعاً
يَتَراكم الثلجُ ..هُنا وهُناكَ
حُضْنُ الدّفْءِ مُرتعشٌ 
لا جَذْوةَ نارٍ تحْتَ الرّمادِ
ولا حُزمةَ حَطبٍ، تُشْعِلُ اللّهبَ
تُلامِسُ خَدّي ، و تُـداعِـبهُ
تَفُكّ عُقدةً مِنْ لِساني
فأنا بلا شَفةِ القصيدةِ بَكْماء
أنينُ الصّمتِ يُخرسُني
.........
وحينَ يَجَنَّ الليلُ ويُرخي سِتارهُ
تَلُفُّ القصيدةُ ذراعيها حولَ عُنقي
تَنفُضُ غُبارالحزنِ عَنْ كَتفِ مَشاعري
تَـهُـزُّ جِـذْعَ الخَصْرِ
تـٓجْثـو على رُكبـتيها 
تَـعْـصِرُ ثِمارَ اللّهفةِ
نبيذاً مُعتّقا
تَسْكُبه في الشّرايينِ
يُـثْـملُني ..أَتبعْثرُ
مجنونةٌ هيَّ القَصيدة
أُنْثى غَجريّة
....تَعْشَقُ الحُرّية






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.